آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-03:11ص

الوعي الحزبي (1)

الثلاثاء - 15 يناير 2019 - الساعة 05:35 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

,, الوعي الحزبي,, وما أدراك ما,,الوعي الحزبي,,!!
تحدثنا في مقالات سابقة حول ظاهرة الحزبية في المجتمعات والبلدان المتخلفة والجاهلة والغير متجانسة اجتماعيا, أسسها ونتائجها..وأثرها في تلك المجتمعات والبلدان وعليها, وكيف تحولت إلى عصبية ضيقة ومقيتة..تضاف إلى تلك العصبيات الضيقة والمقيتة...في تلك المجتمعات والبلدان ,وعن العوامل التي أدت بها أخيرا إلى ما آلت إليه, وعن ضحاياها وبالمقام الأول المنتمين إليها...إلخ.
وتحدثنا في أكثر من مقال عن ,,الوعي,, تعريفه وأنواعه وأهميته في حياة الأفراد والمجتمعات والأمم ونتائجه, سلبية كانت أم إيجابية,,.

وفي هذه السلسلة من المقالات سوف نتحدث عن,, الوعي الحزبي,, في تلك المجتمعات والبلدان المتخلفة والجاهلة والغير متجانسة اجتماعيا والتي تتحكم بها وتسيطر عليها ,,العقلية الاستبدادية الاستعبادية الشمولية التسلطية والطغيانية,,.
وهذا طبعا من وجهة نظري الشخصية المتواضعة,
إن ,,الوعي الحزبي,, هو أحد أشكال وأنواع الوعي المختلفة, فهو ذلك الوعي الذي يتشكل ومع مرور الزمن لمجموعة الأفراد الذين ينتمون إلى حزب معين وذلك من مجموعة الأفكار والايدلوجيات والرؤى وحتى المعتقدات, دينية كانت أم غير دينية, تلك المجموعة من الأفكار والايدلوجيات والرؤى والمعتقدات...تمثل ثقافة حزبية لأولئك الأفراد المنتمين لتلك الأحزاب, والتي على أساسها ووفقا لها يتشكل أخيرا ,,وعيا حزبيا,, بما ينتج عنه من سلوكيات وأعمال وأفعال وأقوال في تعاملهم مع أنفسهم أولا ومع الآخر المغاير ,طبعا من وجهة وعيهم الحزبي, سواء كان الآخر حزبا أو جماعة سياسية أو غيرها من الجماعات الأخرى في البلد, وسواء كان الآخر مجتمعا بأكمله ,سواء كان ذلك المجتمع الذي يعيشون فيه وهم إحدى مكوناته الأساسية أو مجتمعات أخرى لا يعيشون فيه ولا هم إحدى مكوناته الأساسية,.

ذلك الوعي الذي ينظر للآخر المغاير..,, وعيا وسلوكا,قولا وعملا, وحتى إحساسا وجدانيا ونفسيا, إما بصورة نمطية إيجابية ويتعامل معه وفقا لتلك الصورة النمطية الإيجابية.., وهذا ما يمكن تسميته ب,, الوعي الحزبي الإيجابي,, بما ينتج عنه ويترتب عليه من آثار إيجابية في حياة الأفراد المنتمين لذلك الحزب وفي حياة بقية مكونات المجتمع المختلفة, داخلية كانت أم خارجية أم كليهما معا,.

وإما بصورة نمطية سلبية ويتعامل معه وفقا لها.., وهذا ما يمكن تسميته ب,, الوعي الحزبي السلبي,, بما ينتج عنه ويترتب عليه من آثار سلبية في حياة المنتمين لذلك الحزب وفي حياة بقية مكونات المجتمع المختلفة, داخلية كانت أم خارجية أم كليهما معا,.

وعليه :
فإن الأسئلة التي تطرح نفسها هنا هي :
ماهي مكونات ذلك الوعي الحزبي, إيجابيا كان أم سلبيا, ؟ وكيف نشأ ذلك الوعي.., وماهي العوامل والأسباب التي أدت إلى تشكله بتلك الصورة....؟ ومتى يكون الوعي إيجابيا أو سلبيا, بمعنى ماهي سمات وخصائص ومظاهر ,,الوعي الحزبي الإيجابي,, وماهي سمات وخصائص ومظاهر ,,الوعي الحزبي السلبي,, ؟

وما أثر ذلك على النسيج الاجتماعي للبلد وحاضره ومستقبله, سواء في حالة ,,الوعي الحزبي الإيجابي ,, أم ,, الوعي الحزبي الإيجابي,, ؟ وكيف يمكن تنمية ذلك الوعي الحزبي الإيجابي والحفاظ عليه, وكيف يمكن تفكيك ذلك الوعي الحزبي السلبي وإحلال الوعي الحزبي الإيجابي بديلا له ؟

وقبل كل ذلك السؤال المهم والأهم وهو :
هل وعينا الحزبي في بلداننا إيجابيا أم سلبيا ؟
أسئلة عديدة ومتنوعة حول ذلك تطرح نفسها هنا حول ذلك وتحتاج إلى متخصصين للإجابة عنها.

#الخلاصة :

إن التعددية السياسية والحزبية أصبحت ضرورة ملحة ومصيرا حتميا في أي بلد من البلدان ,المتحضرة منها والمتخلفة, وإن مصير أي بلد من البلدان أصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بتلك التعددية السياسية والحزبية وبوعي المنتمين إليها, فإن كان ذلك الوعي الحزبي إيجابيا كانت نتائجه على مصير البلد إيجابيا ,وإن كان ذلك الوعي الحزبي سلبيا كانت نتائجه على مصير البلد سلبية.

"يتبع"