آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-05:00ص

تعز ومأرب جبهات لن يتجرأ الحوثي ان يفكر ولو مجرد تفكير على إسقاطها عسكريا

السبت - 07 مارس 2020 - الساعة 03:23 ص

عبدالله فرحان
بقلم: عبدالله فرحان
- ارشيف الكاتب


قبل شهر تقريبا خسرت الشرعية عسكريا جبهات نهم حيث أسقطت او بالاصح سلمت مواقعها وترسانتها العسكرية الضخمة للحوثيين.

وقيل عنها اقاويل وتحليلالات مستفيضة ومازالت مسببات وعوامل سقوطها غامضة ولكن الحقيقة القطعية بانها سقطت واحرز فيها الحوثي تقدما استراتيجيا بعد 6 سنوات معارك وقصف جوي وبحري شنته قوات التحالف بقيادة السعودية .

اليوم مجددا سقطت جبهات الجوف عسكريا وعلى طريقة نهم وسيقال عنها اقاويل وتحليلالات اشبه بسابقتها ولكن الشرعية خسرتها والتحالف ايضا ...?!

ازاء ذلك السقوط المتتالي والذي يبدو بانه اشبه بسقوط 2014_ 2015 ذهب الجميع نحو تغيير وتبديل الخطاب اعلاميا وسياسيا وعسكريا لدى مكونات الشرعية بطريقة انهزامية وتبديل المسارات من وضعية الجاهزية لاستكمال التحرير ومطاردة فلول الحوثي . الى وضعية القلق والتوجس بكثير من الرعب تخوفا من سقوط محافظات اخرى وتحديدا بقايا الشمال ( تعز ومارب ) على غرار نهم والجوف .

وبطرية او اخرى يتم مجددا تصوير قوات الحوثي باسطورة الفتح المستخدمة لاجندة الرياح واشباح الخلايا الخفية ..

مما يجعل هذا الخطاب تكرارا لخطابات 2014 _ 2015 ويهدف الى استنساخ سيناريو السقوط ذاته مع فارق حدود سقف الجغرافيا المتاحة لتكرار الاستنساخ وفقا لترتيبات التهيئة والاعداد في بعض الجبهات . .

بالعودة مجددا الى عنوان النشر :

فاني اؤكد مجددا وبكل ثقة مسؤلة بان قوات وقيادات الحوثي لن تتجرأ ولو لمجرد التفكير فقط بالاقدام عسكريا نحو اسقاط تعز ومارب خلافا لاقدامها المدروس على اسقاط نهم والجوف مؤخرا

وذلك لاسباب وعوامل ثابته لا تتغير في ظرفها الحالي

وابرزها تتمثل في العوامل الآتية :

1/ جبهات تعز _المدينة ومحيطها _

فياتي الرهان فيها على عاملين اساسيين :

فالاول :

كونها جغرافيا الاستيطان التجميعي لقيادة وسلطات وقوات حزب الاصلاح وبالتالي فان معركتها مصير بقاء حتمي لا بدائل او خيرات اخرى دونها وهذا بحد ذاته سيدفع بالاصلاح وقواته مجبرا نحو خيار اوحد وهو الدفاع وعدم امكانية الانسحاب مطلقا نحو الجنوب الانتقالي المعادي له او الغرب العفاشي الغير قابل به ايضا .

واما شقها الثاني :

فتعز المدينة ومحيطها حاضنة اجتماعية شرائحها واسعة وكثيفة التركيز السكاني الغير قابل ابتداء بالتواجد الحوثي او التماهي مع فرضية ابرام لصفقات المقايضة .

خلافا تماما للجوف الصحراوية الواسعة الخالية من التركيز السكاني الكثيف والمعتمد على التحالفات القبلية . والاقطاب المتداخلة في مسرح عملياتها الميدانية والقيادية الوافده من خارج المحافظة . اضافة الى امكانية الانسحابات من الجوف الى مارب كخلفية قيادية سانده ومنسجمه معها وهذا مالا ينطبق مع وضع تعز كقطاع منفصل .

2/ جبهات تعز _ الساحل الغربي _

فيبدو وضعها اقرب الى وضع تعز المدينة مع الفارق السياسي ومدى قوة متانة العلاقة السانده لها من قبل التحالف وتحديدا الامارات .

حيث تمثل تلك الجبهات وجغرافيتها موطن تجميعي لقوات طارق مؤتمر الصقور

(جناح عفاش) وتمثل معسكرا استراتيجيا لهذا الكيان وبالتالي فان معركة الدفاع عنها معركة مصير لطارق ولحلفائه وللامارات السانده له ولقواته ولا بدائل اخرى لديهم سوى المواجهه دون الانسحاب .

كما اننا هنا نؤكد ايضا بان قوات طارق وحلفائه تكاد تكون الاولى جاهزية للهجوم وتحقيق مزيدا من التوسع في التحرير لمناطق اخرى واسعة وهي الاولى ايضا عسكريا من حيث عقيدتها القتالية ضد الحوثي لاسباب عديدة خاصه بها ورغبة في تحقيق المطامع الانتقامية .

3/ جبهات مارب

فهي الاخرى وضعها وضع تعز . كونها آخر معقل سياسي وجغرافيا وعسكري لحزب الاصلاح من جهة ولقيادة الشرعية وكيانها العسكري من جهة اخرى ومركز الثقل العسكري للسعودية في مناطق الشمال ناهيك عن الثروة والاستثمارات لذوي النفوذ ومصدر القرار ..

اضافة الى العوامل السكانية والثقافة المجتمعية والفكرية الرافضة للتواجد الحوثي او القبول به ..

فجميع تلك العوامل وغيرها تجعل فكرة اقدام الحوثي نحو معارك اسقاط تعز او مارب في حكم المحال ونوعا من الانتحار .. فكما كانت محالة امام زحوفاته ابتداء في العام 2014_2015 قبيل تدخل التحالف فهي اليوم مفرغة تماما من فرضيات امكانية السقوط ولو بعلامات عشرية من النسب المئوية المتدنية ..?!

ولعل علامات الخوف والتخويف التي تبدو واضحه عمليا على قيادات هنا وهناك في تعز ومارب فليست سوى نوع من الابتزاز المتعمد ضد الاخرين والحاضنة المجتمعية ومؤسساتها تحت مسمى التحصين الامني . كما تعد انعكاس فعلي لهزالة بعض القيادات وشكوكها الحزبي بواقعها المحيط وحاضنتها المجتمعية بمختلف مشاربها السياسية.