آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-10:27م

في عمق الحرية-العبودية..!

الأربعاء - 08 أبريل 2020 - الساعة 09:30 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


القراء الكرام..

 إن طبيعة الإنسان الحقيقية التي خلق عليها وجلب ليست طبيعة عبودية استسلامية, إذ أنه لو كانت كذلك لما وصل الإنسان إلى ما وصل إليه في وقتنا الحاضر, إنما جاءت تلك الظاهرة,, ظاهرة العبودية، المختارة منها والمفروضة، ,, نتيجة طبيعية وحتمية تاريخية ل,, المتلازمة المثلثية الفرعونية....,, وانعكاسا حقيقيا وطبيعيا لها, وأن ذلك الإنسان منذ بدء وجوده في هذا الكون عمل ومازال يعمل من أجل التخلص والخلاص من تلك المتلازمة....

 صحيح أن البعض مازال يعيشها ويعاني منها ,لكنه في نفس الوقت لم يستسلم لها ويقبل بها كأمر واقع, قضاء وقدرا, وأن من يفقد الأمل بنفسه وبمجتمعه وبأمته, خاصة من يعتبر نفسه مثقفا..., إنما يجهل الصيرورة التاريخية لحراك المجتمعات البشرية منذ نشأتها ونضالها وكفاحها وتضحياتها وسعيها الدؤوب والمستمر من أجل نيل حريتها وكرامتها والتخلص والخلاص من تلك المتلازمة...,وقبل كل ذلك يجهل النواميس الإلهية الكونية التي خلق الإنسان عليها ومن أجلها....

إزاء ذلك,هل يستحق أولئك الذين ينطبق عليهم قول أفلاطون : " لو أن السماء أمطرت حرية لرأيت بعض العبيد يرفعون المظلات" التضحية  من قبل البعض في سبيل إخراجهم مما هم فيه..وعليه..؟؟؟

وهل هناك جدوى من تلك التضحية...؟؟؟

وما مدى نجاحها؟؟؟

وهل سوف تؤتي أكلها؟؟؟

أم أن ذلك يعتبر مضيعة للوقت والجهد وحتى فقدان الحياة الدنيوية الوجودية لمن يحاولون القيام بذلك,بحيث أن القيام بذلك يذهب سدى وبلا فائدة وتعتبر سذاجة من قبلهم وعملا لن يجنوا من ورائه غير المتاعب والمصائب وحتى الموت؟؟؟ أم يكون القيام بذلك وفقا لما قاله جبران خليل جبران :

" يقولون لي : إذا رأيت عبدا نائما فلا تنبهه لعله يحلم بالحرية، وأنا أقول : إذا رأيت عبدا نائما فسوف انبهه  وأحدثه عن الحرية" كمبدأ أخلاقي من قبل أولئك...تجاه أنفسهم أولا وتجاه أولئك...ثانيا، بغض النتائج المترتبة على ذلك القيام مهما كانت؟؟؟

وهل من يقومون بذلك... ويضحون في سبيل ذلك...يقومون به حبا في ذواتهم وإرضاء لها؟؟؟ أم حبا في الأخرين الذين يعيشون في كنف العبودية وتحت مظلتها ورعايتها؟؟؟

وأيهما أشد خطرا على الحرية والتحرر,الخوف منها أم العبودية..؟؟؟

( إذا الشعب يوما أراد الحياة..فلابد أن يستجيب القدر ).

ومادام هناك شعب ,ومادامت الحياة قائمة على هذه الأرض، فإن ذلك الشعب...لابد له يوما ما بأن يريد الحياة, ساعتئذ سوف يستجيب القدر...

طال الزمن أم قصر

شاء من شاء وأبى من أبى

وما تاريخ الشعوب..إلا خير دليل وانصع برهان على ذلك....

القراء الكرام.....

إنها الثورة الفكرية التنويرية....

إنها الحركة النهضوية العربية الجديدة...

بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق