آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-03:11ص

بروجندا التضليل وصناعة الزيف

الخميس - 07 مارس 2024 - الساعة 12:52 ص

فؤاد الشدادي
بقلم: فؤاد الشدادي
- ارشيف الكاتب


العداء الزائف أو المزيف - سيان - بين كلٍ من ايرآن  وميليشياتها في العراق وسورية واليمن ولبنان من ناحية  وبين الصهيوأمريكية  من ناحية ثانية بات مفضوحاً وواضحاً ليس من خلال الشعارات المعادية الزائفة التي ترفعها المليشيات على تلك الدول لتنفيذ أجندتها  وحسب بل فضحتها وعرتها اكثر (معركة طوفان الأقصى)..  حتى وإن استدركت بعض أذرعها بخطة جهنمية وخطيرة ومكشوفة لتجميل صورتها في محاولة لا تقل خبثاً في التأثير على الشارع لتؤكد  صحة توجهاتها في صراعها مع المشروع  الصهيوأمريكي .
إنها عملية تجميل وآسعة ومكتملة لوجهها القبيح الميليشاوي الانقلابي .. فيما اصطلح على تسميته بعمليات البحر الأحمر  . 
لتضرب أكثر من عصفور بحجر واحد .. ضرب اقتصاد مصر.. والسيطرة الكاملة على باب المندب.. وسرقة الزخم الفلسطيني المقاوم واشغال الشارع العربي .. عن المجازر والإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الإحتلال وبدعم أمريكا ودول الغرب بحق أبناء غزة واكساب التأييد الشعبي وربما الاقليمي والدولي للمليشيات .. وفرصة للهروب من استحقاقات الداخل المحلي في محيطها المحتل وامتصاص تداعيات الغضب الشعبي المحتقن  بهكذا تضليل.. وهي محاولة لتصوير نفسها كرقم صعب وقوة ضاربة لايمكن تجاوزها في مشاريع التسويات التي تطبخ على نيران هادئة مع شركاء اقليميين ودوليين ليس بينها أسفاً شرعيتنا المشغولة بالخلافات الداخلية ..  وهي محاولة ايضاً لابتزاز دول الجوار لاسيما الشقيقة الكبرى ( السعودية) وما يصاحب تلك الفرقعات من تسويق اعلامي  واسع من قناة الجزيرة وبكل أسف قناة المهرية المحسوبة على الشرعية وتضخيمها لصواريخ لم تصب هدفاً في الداخل الفلسطيني  او لتلك الاصابات لبعض الأهداف الغربية في عرض البحر  بتواطؤ غربي  لتمرير أهداف التوسع الصهيوامريكي في البحر وتطويق مصر .. وانتهاك السيادة الوطنية باستهداف الأراضي اليمنية بضرباتها الجوية التي استهدفت مواقع- مبلغ عنها مسبقاً- للمليشيات الانقلابية او مصرح باستهدافها.. دون أن تلحق بتلك المليشيات اوقياداتها أيما ضرر أوأذى أو حتى استهداف .. القواعد الصاروخيةالتي تنطلق منها الصواريخ لضرب تلك السفن وغيرها إلآ خير دليل على ذلك .. 
إن الشواهد لكثيرة على دعم إمريكا ودول الغرب الأوروبي لهذه الميليشيات الانقلابية المأجورة والعميلة وليس أدل على ذلك مما حدث في عام 2018 م عندما أشرفت قوات الشرعية على تحرير كامل لمحافظة الحديدة  ..  فانبرت كلاً من بريطانيا وامريكا تزبدان وترعدان بل وتهددان بضرب القوات الشرعية إذاما حاولت التقدم خطوة واحدة .. وتم ايقاف أي تقدمٍ و أعاقت الشرعية من استكمال تحرير الحديدة  وتقليم أظافر هذه المليشيات في ثاني أهم ميناء يمني .. بل وقطع أهم شريان يمدها بأسباب الحياة بأبعاد الكلمة ودلالاتها .. فمنح التحالف الصهيوامريكي مليشيات الحوثي الانقلابية بأسباب البقاء واستعادة أنفاسها حفاظاً على بقائها قوية لتنفيذ أجندتها في هذه الجغرافية اليمنية الحيوية والاستراتيجية  . 
وما جريمة ضرب السفينة ( روبيمار  ) وغيرها من السفن إلآ باتفاق مسبق مع الميليشيات الانقلابية..لاسيما إذاما علمت أن هذه السفينة كانت محملة بعشرات الآلاف من الأطنان من المواد السامة والمخلفات الملوثة للبيئة والمدمرة للثروة البحرية وتدمير مصادر عيش أكثر من 500الف مواطن يمني يعيشون على هذه الثروة البحريةعلى امتداد السواحل اليمنية ..فكان الايعاز باستهدافها واغراقها في محيط مياهنا الاقليمية.. وعلى مرأى ومسمع من العالم .. 
وهكذا تتضح الصورة وتفتضح الميليشيات من خلال نتائج هذه العمليات الإجرامية الكارثية  
في حق السيادة الوطنية أرضاً وسماءً ومياهاً وإنساناً ومصيراً يمنياً..  وتعوق اليمن واقتصادها وثرواتها وملاحتها المائية وبيئتها البحرية.

يصاحب هذا التوجه الميليشاوي الضخ الإعلامي من قبل بعض وسائل الإعلام العربي وعلى  وجه الخصوص إعلام الجزيرة الأكثر ترويجاً لهذه المسرحية الهزلية.. ليظهر لنا اليوم مروجاً  لعملية جديدة أخرى تغطي  على فضيحة العملية السابقة الملوثة للبيئة والمحملة بالسموم بضرب سفينة اسرائلية تحمل علم دولة أخرى وسفينة أمريكية أخرى !! 
كل هذه العمليات لم يصب فيها فرد امريكي او بريطاني اواسرائلي ولم يلحق اي ضرر بمصلحة تلك الدول وغيرها اوحتى ساهمت هذه العمليات في فك الحصار عن غزة .
مسرحيات هزلية ماسخة ومفضوحة ولن تنتهي 
مالم تستغل قيادة الشرعية هذه الفرصة وتغير خطابها.. ولغتها ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إن كان صادقاً وغير داعمٍ لهذه الميليشيات الانقلابية.. وليسوا جزءاً من هذا السيناريو المرسوم الداعم لها فإن عليه أن يدعم الشرعية للقضاء على هذه الميليشيات التي دمرت اليمن وأصبحت تشكل تهديداً حقيقياً على المنطقة بأسرها . 
وستتكشف للعالم  أجمع حقيقة العداء الزائف والمزيف وبروجندا التضليل المفتعلة بين ايرآن ومليشياتهامن ناحية والصهيوامريكية من ناحية أخرى.. وصناعة الزيف وتشكيله لخدمة مشاريع التفتيت والشرق الأوسط الجديد.