آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-08:12م

شيء واحد يشكر عليه الزنداني !

الأحد - 28 أبريل 2024 - الساعة 11:17 م

نشوان العثماني
بقلم: نشوان العثماني
- ارشيف الكاتب


نشكر الزنداني لشيء واحد فقط لا ثاني له، أنه أسس لـ الزندنة التي أضحت المعيار الأهم التي تبين لنا بوضوح إلى أي داهوفة توهدر/تسحدل/طحس الوعي وجزع ملح، أو إلى أي حد نجا بالفعل من هذه الورطة.

ودعونا نبدأ من (الأقيال)، فإن كان هناك قيل قد تزندن، فحاشا له أن يكون منتميًا لحراك الأقيال.
وبالمثل الجنوب، فمن تزندن فهو بالضرورة ضد قضية الجنوب حرفيًا بدون أي استثناء وبدون أي وهم.

هذا معيار صارم لا مزاح فيه أبدًا.
وإلا فالأشرف للأقيال أن يعلنوها صراحة: لقد فشلنا، وانتهى الأمر. هذا أفضل جدًا.

الزنادنة قوم من طراز خاص.
لقد كان الرجل يكذب عليهم، يبيعهم بضاعة مغشوشة، كان يستخف بهم أيما استخفاف، كان يستخدمهم، ومع ذلك يمجدونه كما لم يحدث مع أي إنسان، بل أن أحدهم يخبرني أنهم لا يصدقونه فحسب بل يؤمنون إلى ذلك أنه إنسان فائق غير عادي ويحظى بخوارق.
كيف تُباع العقول؟
هذا المزاد أمامكم فرصة ذهبية لتعرفوا.

فما هذا التأثير الذي كان يلعبه هذا الرجل؟
لكن المسألة لا تخص ذكاءً فارقًا، إنما الوعي الديني كما يبدو مبرمج دومًا على "هُبل جديد" كل مرة.
ويبدو أن أحدًا ما برمج هذا الوعي الديني الذين تعرفونه على صيغة محددة، ونسي يكمل البرمجة. لم يسعفه الوقت. وذهب دون أن يتمكن من إصلاح النقلة الأخيرة. لربما.
فأصبح هذا الوعي كل مرة يتوق لأن يهتبل بـ"هُبل" من أي نوع.
ولذلك في اللغة العربية الهبل فقدان العقل، وهكذا من يرهن عقله لـ"هُبل" أيًا كان هذا الـ"هُبل" يدخل ضمن نطاق الهَبل متعدد الهبالات؛ بما يعنيه الفقدان المؤسف لهذه النعمة.

فأن يكذب، هو صادق.
وأن يخدع، هو شريف.
وأن وأن، فهو هو.

من أين لك أن تبيّض هذه الصفحات بكل هذا اليقين أيها المخدوع؟
ليس لشيء، لكن لأنك رهنت وعيك في خانة هذا "الهُبل" الذي سحرك بكاملك.
يا للهَبل!!

وأظن أن هذا يوفر لنا أنموذجًا حيًا في الصيغة التي بُني عليها هذا الوعي.
لنا أن نتأمل كيف أن رقمًا عرمرمًا هذا مساره لم يخرج عنه ولن يخرج.
وقد جاء فيهم القول محقًا "غثاء كغثاء السيل".
الجماهيرية في هذه الحالة لا تدل على نجاح ولا عن طفرة ولا عن أي قيمة ذي معنى. تدل فقط أن لدينا كمًا هائلًا من الوعي ما زال يرزح تحت "هُبل"، وفقط.

وهذا إغلاق بالكامل لأي شيء يخص البائس "هُبل".

شكرًا يا (الله) أنك منحتنا هذا الوعي ونعدك أن نحافظ عليه، وأن نعمل قدر الإمكان على إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
قريش وهُبلها ما زالت حية تُرزق، ولكل مجتمع لونه الخاص من هذه المعادلة. والمحك: إلى متى؟

لن يصحو هذا الشعب في كل هذا الكم المرعب من الجهل.
يزدهرون بالجهل، لكن الشباب بدأ يقرأ ويتثقف ويسأل ويقارن وبدأ يعرف قليلًا كل حقيقة.

تأمل:
هل يتأسس المجتمع على المصداقية أم الكذب؟
لاحظوا بصمت، وستعرفون إن كان لدينا ما يطمئن أم لا.
هذا أمر جوهري في كل مجتمع.
هذا ما يُبنى عليه الإنسان الموقف.

من صفحة الكاتب على فيسبوك