آخر تحديث :الثلاثاء-17 سبتمبر 2024-11:00ص

ذحل ماء السجن الاغبر سلخ جلدي

الثلاثاء - 06 أغسطس 2024 - الساعة 12:49 ص

القاضي عبدالوهاب قطران
بقلم: القاضي عبدالوهاب قطران
- ارشيف الكاتب


ما أنشره بالتأكيد قليل من كثير، وانشره ليس تشهيرا، ولكنه دفعا لضرر، وتأكيدا لتخفيف ما يقع على كثير من الناس، واحاول أن استرعي اهتماما أره بات غائبا أو صار معدوما أو في حكم العدم.

طوال مدة سته اشهر من فترة اختطافي وتغييبي بسجن جهاز المخابرات بصنعاء، كنت كما بقية السجناء ، نغتسل ونتوضاء من ماء حنفيات حمامات السجن ،وكان ينساب من صنابير الحنفيات بلون اغبر مائل للسواد وكأنه بن مكثف وليس ماء ، الحقيقة لا ادري هل مياة السجن كبريتية، أم أنه "ذحل" متراكم بالخزانات التى بالسطوح.

وبسبب ذلك الماء الملوث وغير الصحي ،اصيبت عيوني بالتهابات وببكتيريا وتحسس كانت تلتهب وتحرقني بشدة وكأنها رشت بسباس حيمي ، وكان دمعها ينهمر كالمطر، وكدت افقد البصر ولا استطيع قراءة حتى صفحة في القرأن الكريم.

وبعد ان قدمت عدة طلبات لمدير الاصلاحية وحملتهم مسئولية ما اصاب بصري من ضعف شديد يصل حد العمى ، وبعد ممطالة حوالي شهرين اخذوني مقيد اليدين الى مستشفى الكويت بشرط ان لااذكر سوى اسمي بدون لقب لدكاترة المستشفى ، كتب لي اطباء المستشفى نظارة طبية وادوية ،فلم يشتروا لي ادارة السجن النظارة قالوا انهم مفلسين ،واشتروا لي ادوية العين استخدمت العلاج فتحسن عندي النظر قليلا وهداء الالتهاب ،وبسبب تلك المياة غير الصالحة للاستخدام الادمي.

بعد خروجي من السجن أصبت بحساسية شديدة بالجلد وتقرحات وحبوب حمراء منتشرة على عدة اماكن بجسمي ، اصيبت بشرتي بجفاف شديد ،ذهبت لطبيبي جلد فااعطياني ادوية ابر ودهانات استخدمها بدون جدوى.

اليوم اكتب وجسدي يشتعل حكة شديدة وكأن النار تشتعل بعدد من أجزاء جسدي ، مع رغبة شديدة ان ابرش جلدي بمشط حديدي من شدة الالتهاب والالم ،احك جلدي لااراديا من شدة الحكة كأنني مصاب بالجرب!!

حالي اليوم يشبه نيكوس كزنتزاكي في مرحلة من حياته وهو يقول :
"كأنما سلخ الاله جلدي فأمسيت اتألم حتى من نسمة هواء عابره"

قدمت قبل عشرين يوما طلب للشيخ سلطان السامعي للسماح لي بالسفر للخارج للعلاج ،اعالج نفسي ، واعالج ابني الاكبر محمد الذي اصيب وانا بالسجن بجرثومة حادة بالمعدة وفتق بالحجاب الحاجز ويحتاج عملية لزراعة شبكية لربطه بالمعدة.. عالجناه هنا عملنا له منظار وتلفزيون وكتبوا له درزينة علاجات فلم تنفع..
وكذا زوجتي ام محمد تحتاج أيضا عملية لصمامات القلب.

وعدني ان يرفع الامر الى -السيد- ولكنه لم يرد لي خبر أو جواب الى اللحظة ولا يرد على اتصالاتي ولا على رسائل الوتس... والتمس له العذر ربما لظروف قاهرة لا أعلمها.

فماءا العمل؟

ربما فهمت انهم رافضين السماح لنا بالسفر عبر مطار صنعاء.. وهو أمر لا شك خارج إرادة الشيخ سلطان السامعي..

أتمنى من سلطة صنعاء السماح لي بالخروج والموافقة بالسفر بغرض العلاج مع زوجتي وابني.