آخر تحديث :الخميس-17 أبريل 2025-08:58ص

الإمارات شريكاً محورياً في عملية تحرير اليمن وإعادة بنائها

الثلاثاء - 08 أبريل 2025 - الساعة 11:44 م

مطيع سعيد المخلافي
بقلم: مطيع سعيد المخلافي
- ارشيف الكاتب


تعتبر العلاقة بين اليمن والإمارات من العلاقات الاستراتيجية الهامة في المنطقة العربية، حيث تمتد لعقود من التعاون المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والإنسانية والأمنية. وفي ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها اليمن منذ اندلاع الأزمة الانقلابية والحرب الكارثية في عام 2014م، برزت دولة الإمارات العربية المتحدة كأحد أكبر الداعمين والمساندين للشعب اليمني وحكومته الشرعية، حيث قدمت مساعدات كبيرة على مختلف الأصعدة.

منذ بداية الأزمة اليمنية، عندما سيطرت المليشيا الحوثية على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من مناطق ومحافظات الجمهورية، كانت دولة الإمارات العربية الشقيقة من أوائل الدول التي أبدت دعمها لحكومة الشرعية اليمنية، في إطار التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية. وقد ساهمت بشكل رئيسي وفعال في العمليات العسكرية ضد المليشيات الحوثية، وكان لها دور بارز في تحرير العديد من المناطق والمحافظات اليمنية، في مقدمتها محافظات عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة، والعديد من مديريات الساحل الغربي المحررة في محافظتي تعز والحديدة.

في الوقت ذاته، كان للإمارات دور كبير في مساندة الجيش الوطني في مدينة مأرب، حيث أنشأت معسكرات تدريبية، ونصبت منظومة الباتريوت الدفاعية، وزودت الجيش بالأسلحة المتطورة، وساندت القوات الحكومية في تقدمها حتى وصلت إلى مديرية نهم. وفي تلك الفترة، عندما اقتربت القوات الحكومية من العاصمة المختطفة صنعاء، شعر الطابور الخامس وتجار الحرب بإقتراب الخطر من المليشيات الحوثية، فسعوا إلى عرقلة عملية التحرير وتغيير اتجاه المعركة الوطنية، ونشروا الأكاذيب والافتراءات على الأشقاء الإماراتيين، وحرضوا ضد تواجدهم العسكري في المحافظة. مما دفع الأشقاء إلى الانسحاب من المحافظة تلبية لرغبات القوى المتواطئة مع العصابة الحوثية، التي فسحت لها الطرق وأوصلتها إلى أطراف المدينة.

كما بذلت الإمارات جهوداً كبيرة في تأمين غالبية المناطق والمدن المحررة، ولعبت دوراً مهماً في تدريب وتأهيل وتسليح القوات اليمنية المحلية، مما أسهم بشكل كبير في تعزيز قدرات الجيش اليمني في مواجهة التهديدات الحوثية. ومازالت الإمارات مستمرة في تفعيل التنسيق الأمني والعسكري، وتقدم الدعم المستمر للقوات الحكومية لتحرير المزيد من الأراضي اليمنية من قبضة العصابة الحوثية.

ولم يقتصر دعم الإمارات على الجانب العسكري فقط، بل تجاوز ذلك إلى الدعم السياسي والتنموي والإنساني. حيث قدمت دولة الإمارات مساعدات إنسانية وتنموية كبيرة للشعب اليمني في ظل الأزمة الحالية. ومن خلال هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والمؤسسات الإنسانية الإماراتية الأخرى، تم تنفيذ العديد من المشاريع الإنسانية في مختلف المجالات مثل الإغاثة الغذائية والطبية، وتوفير المياه والكهرباء، وبناء وترميم البنية التحتية. وقد شملت المساعدات الإماراتية العديد من المناطق والمدن المحررة الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية.

كما عملت دولة الإمارات على تمويل وتطوير العديد من المشاريع الحيوية في العديد من المحافظات اليمنية، وخاصة في مجالات الطرق والتعليم والصحة، حيث تم إنشاء العديد من المستشفيات والمدارس والطرق الجديدة، وترميم العديد من المنشآت التنموية والخدمية، وتوفير كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية.

ختاماً، يمكن القول إن دولة الإمارات العربية المتحدة أثبتت نفسها كداعم رئيسي ومؤثر في الأزمة اليمنية، سواء على الصعيد العسكري أو الإنساني أو التنموي. حيث لعبت دوراً مهماً في دعم الشرعية اليمنية في مواجهة التحديات التي يواجهها الشعب اليمني جراء الحرب وكوارث المليشيات الحوثية. ومن خلال هذا الدعم والمساندة والمساعدات السخية، أصبحت دولة الإمارات شريكاً محورياً في عملية تحرير اليمن وإعادة بناء الدولة اليمنية الآمنة والمستقرة.