الحق أحق أن يتبع ،وهو الادوم والانفع ، رغم زييف الانتقامين ، ورغم اغراءات المتنفذين.
عرض علي - دون مقدمات منصبآ ، ومكافئة بحافز شهري مغري بإعتبار انني صحفي محترم ومؤثر. حسب توصيف زميل مقرب من تنفيذيين من العيار الثقيل ، "والحقيقة" أن العرض كان بهدف إحراقي وإخراس صوتي وقلمي المناهض للفساد و هواميرة .
وكان جوابي علي ناقل العرض ينبغي علي من ارسلك أن يخجل لمجرد شعوره و كأن السلطة الرابعة ضرة له ، وان يكون لديه الإدراك اليقيني أن التنميق اللفظي و تجميل الوجه الذميم و تبشيع الوجه الحسن ، كلها ليست من مهامنا واخلاقنا ""
مؤكدآ في ردي علي تهديده بأنه من المحتمل أن اتعرض لمزيد من التعسفات اللاقانونية في حالة رفضي العرض قائلآ : بأنني اعلم مسبقآ أن كلمة الحق صعبة وأن النطق بها او كتابتها ليس امرآ سهلآ ، لمن أرادها منبرآ للحقيقة ،ولمن أرادها كشفآ للمستور ،وتبينآ للحق ، " مضيفآ في سياق ردي " أن الصحافة مهنة قال : عنها الحق سبحانه وتعالي أنها مهنة الغاوون الا من اتقي " داعيآ " الله تعالي : بأن لا يجعلني من الغاوون .( انتهي ردي )
علي مايبدو لقد فطنت سلطة تعز المستبدة الانتقامية التي جاءت راكبة على جماجم آلاف الشهداء لمهنة الإعلام وخطورتها في صناعة التحولات وقيادة الجماهير، فقررت التضحية بعددآ من المناصب الشكلية ، وبضع ملايين لشراء ولاءات ضعاف النفوس من المنتسبين لهذه المهنة الشريفة، الذين يعتقدون أن الإعلام هي مهنة مكاسب وابتزاز ومراكمة أرصدة وليست رسالة نبيلة وشريفة.
يحزّ في نفسي كثيرآ اليوم وأنا أشاهد الصراع الإعلامي في المواقع والصحف وصفحات التواصل الاجتماعي بين ما كنا نعتقد أنهم نخبة إعلامية في محافظة تعز .. الصراع البعيد كل البعد عن هموم الناس ومعاناتهم وقضاياهم المستقبلية المصيرية، وإن غلف أحيانآ بها، لكنه في الواقع صراع عقيم الهدف منه المتاجرة والمرابحة بآلام وأوجاع الناس على حساب الحقيقة و المصداقية والواقعية.
يؤلمني حينما أسمع صحفيآ أو إعلاميا يقول إن لديه من المال ما يكفيه ومن يعول لخمس أعوام وإن الشعب هو الخسران، وذلك في معرض تحريضه للجماهير ضد فصيل أو مكون معين.
ثم يقول آخر إن الصحفيين والإعلاميين يعيشون في النعيم، وإن الشعب هو المعذب، وذلك في معرض التحريض والكذب وإيهام الناس وحملهم للدفاع عن قناعاته التي سبق وأن استلم ثمنها.
أقول لمثل هؤلاء كلوا لكم بصمت، ولا تظلموا جميع الصحفيين والإعلاميين، فهناك شريحة منهم أكثر فقرآ و معاناة ، ينظرون إلي مهنة الإعلام بأنها مهنة شريفة ونبيلة وذات رسالة، وليست مهنة للتسول والشحت والابتزاز، فإن كنتم ياهؤلاء ممن ابتلاهم الله بالمتاجرة بأوجاع الناس وآلامهم وبالابتزاز والتقلب والتلون فالأفضل أن تستتر فهذا ابتلاء يستوجب الستر.
الإعلام حتي الامس القريب كان هو الموجه والمرشد والقائد، واليوم للأسف أصبح هو المعول والأداة التي يهدم بها السياسي المجتمع، ويدّمر المؤسسات، ويشعل الحرائق، ويداري بها الفاسد جرائمه وفضائحه، وذلك بسبب بعض الإعلاميين ، و الناشطين ، والمؤثرين الذين يدعون الطهر والعفاف، بينما هم يتلاعبون بوعي الناس و يستثمرون أوجاعهم، وبمقابل مجزٍ.
لن يستمر هذا الوضع طويلا، فلابد من وضع حدٍّ للفوضى التي اجتاحت الوسط الصحفي والإعلامي، ولابد من وضع ضوابط لتفويت الفرصة على المستبدين والفاسدين ومراكز النفوذ المدمرة من استخدام الإعلام لتحقيق أهدافها المدمرة، فالإعلام رسالة وأداة للتغيير والبناء، وينبغي أن تستمر كذلك لتحقيق تطلعات الشعب اليمني في التحول والانعتاق من الاستبداد والجهل والفقر والمرض والفساد.
اخيرآ اعترف بأن الواحد منا قد يضل عن الطريق يومآ ما ...لكنه لايضل كثيرآ ان كان مشاء في الخير ، متربيآ علي دروب الايمان مؤديآ لوظيفته ، بتفاني و إخلاص ، فالحق أحق أن يتبع ، وهو الادوم والانفع حتي و ان غضب المارقون من حب الوطن ، وصاح المتنفعون ،او ضج المنافقون ،أو قال القائلون : أن فلان صبا عن حب وطنه ، و أما الزبد فيذهب جفا ،وإما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
"والله غالب علي امره "
(محرم الحاج )
(محرم الحاج )