آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-08:02م

قالوا عن اليمن


الحرب والاحتطاب الجائر يهددان غابات اليمن بالتصحر

الحرب والاحتطاب الجائر يهددان غابات اليمن بالتصحر

الخميس - 28 مارس 2024 - 08:39 م بتوقيت عدن

- عدن، نافذة اليمن


العين الإخبارية

آثار عديدة لحقت بالبيئة اليمنية جراء الحرب الحوثية المستمرة منذ أكثر من 9 سنوات، وظاهرة الاحتطاب الجائر في البلاد.

وتسببت حرب المليشيات بأزمات كثيرة منها الانهيار الاقتصادي والمعيشي، وأزمات المشتقات النفطية والغاز المنزلي، والتي بدورها انعكست سلباً على الغطاء النباتي في مختلف المحافظات اليمنية، بعد أن دفعت المواطنين للقيام بأعمال مضادة للبيئة.

ورغم امتلاك اليمن مساحات واسعة من الغطاء النباتي، والتنوع الطبوغرافي في النظم البيئية، التي تمتاز بها البلاد، إلا أن تبعات حرب الحوثيين أدت إلى آثار كثيرة لحقت الأشجار، النباتات في البيئة اليمنية.

كما أدت هذه الآثار إلى تحويل أراضي اليمن الخصبة، لصحراء قاحلة، وكذلك إلحاق الضرر بعشرات الغابات اليمنية، نتيجة التحطيب وقطع الأشجار من جذوعها.

وتبلغ مساحة الغابات والأحراش في اليمن بنسبة 3.7% من إجمالي مساحة الأراضي البالغة نحو 52 مليون هكتار، فيما مساحة الصحراء تصل إلى 52.4%، ونحو 40.8% أراضٍ رعوية، فيما 3% مساحة أراضي مزروعة.

الحرب والاحتطاب يهددان غابات اليمن

ويحذر خبراء البيئة والمناخ، من التهديدات الكبيرة التي لحقت بغابات اليمن جراء الحرب الحوثي وما خلفته من تبعات أدت إلى استخدام جذوع أشجار هذه الغابات في عمليات الاحتطاب.

وقال الخبراء خلال تصريحاتهم لـ"العين الإخبارية"، إن الغابات والمحميات اليمنية مهددة بالتصحر والزوال، بسبب ما تتعرض له من احتطاب جائر، وآثار التغيرات المناخية التي تشهدها اليمن.

الخبراء أكدوا أن التأثير بالغطاء النباتي لحق بمئات الكيلومترات من المساحة والتي تم قطع الأشجار منها، ما أدى إلى توسع رقعة التصحر، والقضاء على الغطاء النباتي فيها.

وبحسب الخبراء، هناك ملايين الأشجار التي تم قطعها، خلال سنوات الحرب الحوثية، واستخدامها في تشغيل المخابز والأفران، والمطاعم ومحلات الحلويات، والمغاسل، وكذلك، الاستخدام المنزلي، نظراً لارتفاع سعر مادة الديزل من جهة، وأزمات الغاز المنزلي المستمرة من جهة أخرى.

الأسباب

ويرجع الخبراء أسباب إقدام المواطنين على قطع الأشجار من جذوعها بصورة عشوائية ومدمرة للبيئة النباتية، إلى ضعف الرقابة على ظاهرة الاحتطاب التي ارتفعت بنسبة كبيرة خلال فترة الحرب، والوضع المعيشي المتدني.

ويقول المواطن اليمني محمد ناجي (53 عاماً) خلال حديثه لـ "العين الإخبارية"، إن تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي للبلاد هو ما دفع المواطنين لقطع الأشجار من جذوعها، وبيع حطبها، للاستفادة من المبالغ المالية البسيطة التي تدرها عملية التحطيب لهم.

ويضيف ناجي، وهو أحد مالكي المطاعم في مدينة تعز اليمنية، أنه بدأ يستخدم الحطب في عملية طهي وتجهيز الطعام في مطعمه قبل 7 سنوات، وذلك بسبب الأزمات المتكررة للغاز المنزلي، وارتفاع سعره.

ويشير إلى أن حرب مليشيات الحوثي ضد اليمنيين وانقلابها على الدولة، وما خلفه من تدهور في الوضع المعيشي بصفوف المواطنين، هو السبب الرئيسي لخلق ظاهرة الاحتطاب الجائر، واستخدامها في المطاعم والأفران.

زيادة التصحر

ويعد الاحتطاب الجائر الذي يطال غابات وأشجار اليمن، من أخطر الظواهر التي زادت حدّتها خلال سنوات الحرب الأخيرة، حيث تؤدي إلى آثار بيئية عديدة، منها تدهور الغطاء النباتي، والتربة وتسرب المياه، وتزيد مساحات التصحر.

ووفقًا لدراسة أعدها قطاع الدراسات في وزارة التخطيط والتعاون الدولي بدعم من الأمم المتحدة في ديسمبر 2022 حول تأثير التغيرات المناخية على البلاد خلال العقود القليلة المقبلة، فإن زيادة نسبة التصحر في اليمن بلغت نحو 86%‎ من إجمالي مساحة الدولة.

وأعادت الدراسة أسباب ذلك إلى التغيرات المناخية وسوء استخدام المياه الجوفية، وتدهور الموارد الطبيعية والتوسع العمراني، بالإضافة إلى ندرة الأمطار الموسمية وموجات الجفاف المتكررة، ومؤخرًا التعرية الناجمة عن الفيضانات المفاجئة نتيجة التغير المناخي.

وبحسب الدراسة، فإن التصحر في اليمن يأتي بأشكال عديدة وبدرجات متفاوتة، ويشمل تدهور المناطق الزراعية والمراعي، واقتلاع الأشجار المزروعة والانهيارات الطينية، بالإضافة إلى تدهور الموارد الطبيعية المختلفة مثل المياه والنباتات، وتملح التربة، وزحف الكثبان الرملية، والتوسع العمراني.


إحصائيات

وتمتلك اليمن أكثر من 2,836 نوعاً من النباتات والأشجار في مختلف مناطق البلاد، وهو ما يجعل عملية التحطيب الجائر، وقطع الأشجار من جذوعها، مهددة لهذه النباتات.

وهذه الأنواع تتبع 1065 جنساً، و179 فصيلة، ومن هذه النباتات هناك 2,579 نوعاً تنمو طبيعياً، وعدد 126 نوعاً منزرعاً، ونحو 109 نوعاً مدخلاً.

ووفقاً لتقرير صادر عن الإدارة العامة للغابات في صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي لعام 2022، فإن عدد الأشجار التي تُقطع خلال العام الواحد تقدر بأكثر من 6 ملايين و700 ألف شجرة، وأنه يتم قطع متوسط 18,796 شجرة يومياً، ويبلغ العدد الأسبوعي للأشجار المقطوعة 131,575 شجرة، والعدد الشهري يصل إلى 563,894 شجرة.

وتشير الأرقام إلى أن ظاهرة قطع الأشجار تؤدي إلى القضاء على مساحة قدرها 16,917 هكتاراً سنويّاً من مساحات الغطاء النباتي والغابات والمحميات في اليمن.

ويكشف التقرير الوطني السادس لاتفاقية التنوع البيولوجي الصادر عن هيئة حماية البيئة في اليمن لعام 2019، عن زيادة عدد الأسر التي تعتمد على الحطب كوقود من 6% في عام 2014 إلى 8% في عام 2017، باستخدام مليون و335 ألف و744 طناً عام 2014 وارتفاعها إلى مليون و888 ألف و 232 طناً عام 2017.