آخر تحديث :الخميس-09 مايو 2024-08:30م

عربي ودولي


مخدر نموذجًا.. لبنانيون يتجاوزن الأزمة بالإبداع والصمود

مخدر نموذجًا.. لبنانيون يتجاوزن الأزمة بالإبداع والصمود

الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 08:42 م بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن - هبة البهري

في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها لبنان، يظهر الشباب اللبناني بإبداع وصمود، محاولين بكل جهودهم تجاوز تحديات الظروف الصعبة متجاوبين مع التحولات المعاصرة والمتسارعة في عصر الرقمنة، ليستغلوا وسائل النشر الإلكتروني المبتكرة لتحقيق تأثير إيجابي وإفادة للمجتمع.

يعتبر النشر الإلكتروني وسيلة فعالة ومنخفضة التكلفة لنقل المعرفة والمعلومات، وهو ما استوعبه الشباب اللبناني واستثمروا فيه بشكل مبدع. فقد ابتكروا محتوى عبر مواقع ومنصات إلكترونية متنوع يهدف إلى نشر محتوى مفيد ومواد تثقيفية تلبي احتياجات المجتمع. ومن خلال هذه المنصات، يقوم الشباب بتقديم مقالات وتقارير وفيديوهات تفاعلية تتناول قضايا اجتماعية وثقافية واقتصادية تهم الناس.

بالإضافة إلى ذلك، يعمل الشباب اللبناني على توفير محتوى تعليمي عبر الإنترنت يستهدف الطلاب والمتعلمين من جميع الأعمار. فهم يقدمون دروسًا وشروحات مبسطة في مواد مختلفة، مثل الرياضيات والعلوم واللغات والتاريخ.

عندما نتحدث عن الشباب المبدعين عبر منصات التواصل الاجتماعي، يجب علينا أن لا نغفل عن إحدى الشخصيات الحماسية في لبنان، وهي الصحفية وصانعة المحتوى نور مخدر التي خلقت مساحة لنفسها محاولة التطوير من نفسها للتأثير بشكل إيجابي في عالم المحتوى الرقمي.

بدأت مخدر رحلتها المهنية في مؤسسة النهار، حيث قدمت ريلز صحتك، وهو برنامج يهدف إلى توعية الجمهور بمعلومات صحية مهمة. ومن ثم قدمت برنامجًا آخر يتناول حقوق المرأة في العالم العربي على شكل مقاطع ريلز، لتسلط الضوء على قضايا مهمة وتعزيز الوعي في المجتمع.

وما ميّز نور هو تحديها لنفسها بتقديم محتوى شخصي بطريقتها الخاصة، وذلك منذ ما يقرب من سنة. يتميز محتواها بتنوعه ومتعة تقديمه، حيث يشمل مواضيع متخصصة تساعد الأشخاص في الحصول على وظائف أفضل أو تحسين إدارة أمورهم المالية. وفي الموسم الثاني، تُقدم محتوى جديدًا بأسلوب سردي يستخدم القصص لنقل المعلومات وإلهام الجمهور.

انطلقت فكرة رحلة محتوى "كيف" بسبب تحديات الأزمة الاقتصادية وانهيار الليرة اللبنانية. ومع ذلك، ليحاول المحتوى عبر أفكاره بالتعامل مع هذه الأزمات بالسعي لإيجاد حلول للتحديات المستمرة بدلاً من الاستسلام للإحباط. فنور تؤمن بقوة الإرادة والتصميم في تغيير الواقع والوصول إلى أفضل حال.

تصف مخدر وسائل التواصل الاجتماعي بأنها سيف ذو حدين، حيث يمكن استخدامها بشكل سلبي وإيجابي على حد سواء. وترى إنه من الممكن لصُناع المحتوى أن يقدموه بشكل إيجابي من خلال التوعية ونشر المحتوى دون أن يترتب على ذلك تأثير سلبي على المشاهدين.

وترى إنه باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، استطاع صوت الشباب اللبناني الوصول إلى العالم الخارجي والعربي، وحققوا نتائج إيجابية جيدة وفتحت أبوابًا لتمويل مشاريع من قبل مؤسسات خارجية خاصة في الحملات أو مجموعات تدقيق المعلومات. وقد تركت هذه الحملات أثرًا إيجابيًا وتوعويًا في المجتمع.

تفضل نور مخدر أن يقدم المحتوى بطرق جديدة ومبتكرة، استنادًا إلى الأسلوب الخاص وطريقة التقديم للحلول والمعلومات التعليمية ضمن المحتوى الهادف.

العديد من الشباب اللبناني يعتمدون على الإنترنت لإقامة أعمالهم الخاصة وتحقيق دخل سنوي يساعدهم في تحقيق أهدافهم وطموحاتهم في الوصول إلى العالم الخارجي أو التعاون مع الشركات.

وتشعر نور مخدر بالرضا والاستيفاء من تجربتها في إنتاج محتوى كيف، حيث سبقتها بعدة تجارب عمقت من خلالها في مهاراتها وتوسعت مداركها. وتواصل العمل على تطوير نفسها ومحتواها، وتستعد لمواصلة تحقيق النجاح والتأثير الإيجابي في المجتمع.

في النهاية، يمكن القول إن نور مخدر هي رمز للشباب اللبناني المتحمس، الذين يمتلكون الإبداع والشغف لتغيير الواقع وتحقيق التغيير الإيجابي.