أعلنت ميليشيا الحوثي في اليمن، الجمعة، تنفيذ ضربة صاروخية استهدفت قاعدة جوية إسرائيلية، ما اعتُبر رسالة بعد انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويُرجّح سياسيون يمنيون، أن إعلان الحوثيين تنفيذ هجوم على إسرائيل، في هذا التوقيت بالذات، يحمل في طيّاته رسائل عديدة، أبرزها أن الحال لن يتغير.
وجاء إطلاق الحوثيين للصاروخ، عقب يوم من خطاب زعيمهم عبدالملك الحوثي، الأسبوعي مساء الخميس الماضي، والذي قلّل فيه من أهمية تأثير فوز ترامب.
رسالة
وقال رئيس مركز "نشوان الحميري" للدراسات والإعلام عادل الأحمدي، إن الحوثيين "يريدون إيصال رسالة أنهم حتى مع مجيء ترامب الذي يكره إيران ستظل الهجمات مستمرة ومتواصلة".
وذكر الأحمدي لـ"إرم نيوز"، أن "تصرف الحوثي لن يكون منفصلا عن أجندة إيران، وما ترسمه لأذرعها في المنطقة".
وتابع: "هم أيضًا يُريدون بهذه الضربة جسّ نبض حول كيف سيكون الرد هذه المرة".
وأضاف الأحمدي، أن "الحوثيين ألقوا بكرة، في ظل عدم وجود لاعبين مهتمين بإلقاء الكرات خلال هذه الأيام، وبالتالي هي مرحلة مواتية لهم لتحقيق نقاط هكذا في الهواء دون تسجيل أهداف".
وحول عدم رغبة ترامب في الحروب، ذكر الأحمدي أن "ترامب ربما سيتعامل دون حروب حتى مع إيران، من الممكن أن يفرض عقوبات ويسعى نحو إنهاء تحالفات، ولكنه لا يريد حروبًا وأعتقد سيسعى لتحقيق ذلك بعيدًا عن إشعالها".
خطوة رمزية
بدوره، قال الباحث السياسي طاهر بازياد، إن "تنفيذ الضربة الحوثية، خطوة رمزية تهدف لإيصال رسائل عدة، أولها أنها محاولة لإبراز هذه الميليشيا كقوة إقليمية لديها من الأوراق ما يمكنها من تهديد المجتمع الدولي وقادرة على ضرب أهداف بعيدة المدى ودقيقة تصل للعمق الإسرائيلي، لا سيما في هذا التوقيت".
وأضاف بازياد لـ"إرم نيوز"، أن "توقيت الهجوم بعد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية، يوحي بأن ميليشيا الحوثي تستغل التغييرات السياسية في الولايات المتحدة ليصعّدوا من تحركاتهم الإقليمية وهجماتهم في البحر الأحمر".
ورأى أن "هذا التوقيت قد يكون مقصودًا، في محاولة منهم لجذب الاهتمام الدولي، ولفت الانتباه والتضامن مع إيران لما لحقها من ضربات واغتيالات لقياداتها منذْ السابع من أكتوبر".
وتابع بازياد، أن الإعلان الحوثي جاء "استباقًا لأيّ تغيير محتمل في سياسة واشنطن تجاه إيران وميليشياتها، وسياسة ترامب تجاه ميليشيا الحوثي تحديدًا ويشمل ذلك المناطق الخاضعة لسيطرتهم".
وأضاف: "أنهم يريدون التذكير بقدرتهم على التأثير في المنطقة وإظهار نفوذهم، خاصةً أن ترامب صنّفهم جماعة ارهابية في ولايته الأولى، وكان يتخذ مواقف متشددة تجاه إيران وميليشياتها في المنطقة".