آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-02:15ص

اخبار وتقارير


الدكتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. في عمق سيكولوجية الإنسان المقهور والمهدور

الدكتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. في عمق سيكولوجية الإنسان المقهور والمهدور

السبت - 04 مايو 2019 - 05:08 م بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن .. الكاتب الدكتور / محمد حميد غلاب الحسامي

القراء الكرام..

يقول الدكتور /مصطفى حجازي في كتابه, التخلف الاجتماعي, مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور, :

( إن الإنسان المتخلف ,هو في النهاية الإنسان المقهور أمام القوة التي يفرضها السيد عليه, أو المتسلط,أو الحاكم المستبد, أو رجل البوليس,أو المالك الذي يتحكم بقوته, أو الموظف الذي يبدو وكأنه يملك العطاء والمنع ,أو المستعمر الذي يفرض إحتلاله.

وبالطبع فإن هذه السلسلة تترابط حلقاتها لما تقوم بينها من مصالح, كي تقيده وتفقده السيطرة على مصيره, فارضة عليه قانونها الذي يتميز أساسا بالاعتباط, وبذلك يصبح الإنسان الذي لا حق له ,ولا مكانه, ولا قيمه,إلا ما شاء الطرف المتسلط أن يتكرم به عليه,.....

ويصل هذا الاختلال حدا تتحول معه العلاقة إلى فقدان الإنسان لإنسانيته وإنعدام الاعتراف بها وبقيمتها, تنعدم علاقة التكافؤ لتقوم مكانها علاقة التشيؤ.).

القراء الكرام......

إن الإنسان المقهور والمهدور, المحبط نفسيا واليأس من أي شيء جديد يغير مسار حياته ,المشلول فكريا ووجدانيا, المسلوب الإرادة والاختيار الواعي بين الأشياء ,الشاعر بالدونية أمام الأقوياء ,الشاعر بأنه فاقد لإنسانيتة وآدميته ولذاته, الفاشل حياتيا ومجتمعيا, المصاب بعقدة النقص وعدم القدرة على المجابهة أمام الظواهر الطبيعية والبشرية, المتماهي بالمتسلط, قولاً وعملاً وسلوكآ, الفاقد الشعور بالأمن المعنوي والجسدي, الخائف من الآتي والمنتظر للفاجعة ,المستسلم للقضاء والقدر بكل سلبية واتكالية. ...اللاشيء في هذه الحياة.

كل تلك الصفات التي يتصف بها ذلك الإنسان المقهور والمهدور. .هي نتيجة طبيعية وحتمية لسيطرة الأنظمة الاستبدادية التسلطية الشمولية عليه قرونا متعاقبة ومتتابعة وهي التي أوصلته إلى حالته تلك التي هو فيها وعليها .

أمام هذا كله تجده يلتفت يمينا ويسارا لعله يجد بصيصا من النور يهتدي به ويخرجه من حالته تلك فلا يجد أمامه إلا ذلك المتسلط وكأنه يقول له ,أنا قضاءك وقدرك ولن تهرب مني مهما حاولت وكل محاولة تقوم بها مصيرها الفشل الذريع ,وعندما يغير ذلك المتسلط سلوكه,لا عقيدته ,لتتماشى مع متطلبات الأحداث والتغيرات التى تحدث له,يتوهم ذلك الإنسان. ..بأن ذلك المتسلط قد غير فعلا من سلوكه وأنه قد تاب مما كان عليه, ناسيا بأنه ,أي المتسلط هو من أوصله إلى ما هو فيه وعليه, فتجده يتعلق به بإعتباره المنقذ والمخلص له والمخرج الوحيد للخروج به مما يعانيه مستعداً للتضحية في سبيل ذلك المتسلط.

وهنا تكون وتكمن الكارثة الحقيقية ,مجددا, على ذلك الإنسان.... ومصيره.

وعليه :

فإن ذلك الإنسان..ما كان له بأن يصل إلى ما هو فيه..وعليه..لولا غياب تام لما تسمي نفسها ب"قوي التغيير والنخبة..؟؟؟!!! " التي تركته وحيدا أمام تلك الأنظمة..وأمام ذلك المتسلط..وتحت رحمتهما، بل إن الأدهى من ذلك كله والأمر والأشد فظاعة بأن بعضا من تلك النخب..شاركت فيما وصل إليه، بقصد أو بدون قصد، وهنا تكون قد شاركت فعلا وفعليا فيما هو فيه..وعليه...

أما كيف يمكن لذلك الإنسان بأن يعود إلى سابق عهده؟ ومن المسؤول عن ذلك؟ ومسؤلية من ؟ فتلك معضلة كبيرة ومهمة جليلة وصعبة، لكنها غير مستحيلة...

#الخلاصة :

إنني شخصيا لا أجد إلا تعبير واحد ووحيد لحالته تلك :

إنه وهم الأمل أو الأمل الموهوم للإنسان المقهور والمهدور.

إنها " خيانة النخبة..." ولا شيء سواها

بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق

..........