آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-02:35ص

منوعات


قلبي على ولدي انفطر وقلبه عليا حجر.. حكاية قاتل أمه بقنا

قلبي على ولدي انفطر وقلبه عليا حجر.. حكاية قاتل أمه بقنا

الأربعاء - 10 يوليه 2019 - 08:52 م بتوقيت عدن

-

لم تشفع دموعها ولا نظراتها له وهانت عليه أمه ليأتي العاق قاسي القلب ويمزق جسد أمه بالسكين بسبب معاتبتها له لمكوثه في البيت دون عمل، لعب الشيطان برأسه وهيأ له أنها عدوته ولابد من التخلص منها ومن إلحاحها علي أن يخرج للبحث عن عمل.

رفضت الأم الزواج بعد موت الأب، خوفا من الإتيان برجل يقسو على نجلها وقررت أن تكون الأم والأب والوتد الثابت له ضد صعوبات الحياة, وخرجت للعمل لتكسب قوت يومها وتتكفل لوحدها بكل ماتحتاجه هي وصغيرها حتي لاتجعل لأي شخص آخر جميلا عليهم وأن تقوم هي بتربيته حتي يصبح رجلا قادرا علي تحمل المسئولية بمفرده ويقوم هو برد جميل أمه التي تكبدت عناء الحياة حتي تجعله رجلا.

تعرضت للكثير من المتاعب والذل والاحتياج إلي أهل زوجها وأهلها فلم تجد لها نصير غير الله, فولدها بحاجة لأموال كثيرة لدخول المدرسة ولكسوته ولإعطائه كل مايتحاجه حتي لاتجعله يشعر بفقدان الأب بين أصدقائه, فكانت تحرم نفسها من أشياء كثيرة مقابل سعادته هو, تكتفي بمالديها من مبلابس لسنوات بدون شراء

أي شئ جديد وتفضله هو عن نفسها لتشتري له أحدث صيحات الموضة, كان تعطيعه النصيب الأكبر في الطعام حتي يشتد عوده ويكون رجلاً قوياً تتباهي به بين الناس وتحرم نفسها هي من الطعام لأجله.

كبر "محمد" وأصبح شاب في العشرين من عمره وآن الأوان أن يتحمل المسؤولية, ويخرج للعمل ويرفع عن أمه ذلك الحمل الثقيل ويجعلها تجلس في منزلها إكراماً لما فعلته من أجله طيلة الأعوام الماضية, أتفق مع أحد أصدقائه السفر لمحافظة القاهرة للبحث عن عمل في إجازة الصيف, وودعته أمه بدموعها المنهمرة فهو لم يفارق حضنها منذ ولادته, ولكن يجب أن يواجه الحياة وصعوباتها, أعدت له حقيبة سفره وجهزت له طعام يأكله في الطريق وتلت عليه آيات قرآنية تحفظه وتستودعه بها عند الله.

بعد مرور عدة أيام وجدته يدخل من باب المنزل يجر ذيول الخيبة, سألته ماذا حدث ولماذا عاد مبكراً من القاهرة

وترك العمل, فلم يجيبها ودخل غرفته وأغلق الباب خلفه, جلست حزينة علي حزن فلذة كبدها, وتركته حتي الصباح ليأخذ قسطاً من الراحة,وفي اليوم التالي خرج من غرفته وجد أمه وخالته يتحدثون, نادت عليه أمه لتعرف منه سبب مجيئه فنهرها بأبشع الألفاظ أمام خالته, وعندما تدخلت الخالة تكلم معها بكل عصبية جامحة مما أغضبها وجعلها تترك منزلهم وتقسم علي عدم دخولة مرة أخري.

تدعو الأم ليل نهار لهداية صغيرها الذي تحول مرة واحدة بعد عودته من السفر فلم يطيق لها كلمة ولايريدها تحادثة في أي شئ كأنها عدوته, خرج ليتمشا في بلدته قليلاً وعاد فور دخوله للمنزل قامت أمه من مجلسها وذهبت إليه لتعاتبه علي مافعل في الصباح أمام خالته, وطلبت منه أن يبحث مرة آخري عن عمل وأن لايتوقف علي ذلك فهو مازال شاب في بداية حياته والحياة ملئية بصعوبات يجب تحملها, غضب من كلامها له وأشتد النقاش بينهم , وعلا صوتهما ولم يشعر بنفسه إلا وهو يمسك بسكين المطبخ ويطعن أمه بطعنات متفرقة في جسدها بعدما سيطر عليه الشيطان وهئ له أنها عدوته وليست من حملته في بطنها تسعة أشهر, حتي تتوقف عن نهرها له وطلبها منه أن يخرج للعمل وسالت دمائها تملأ أرجاء المنزل وصعدت تلك الروح البرئية التي ضحت بكل مالديها في سبيل راحته وسعادته,إلي خالقاها.