آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-11:31ص

منوعات


بقلب شجاع: حمدة الحمادي تنقذ المرضى والمصابين فوق السحاب

بقلب شجاع: حمدة الحمادي تنقذ المرضى والمصابين فوق السحاب

الجمعة - 20 سبتمبر 2019 - 08:38 م بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - الإمارات اليوم

وهبت حمدة الحمادي أكثر من 11 عاماً من عمرها لخدمة المصابين والجرحى، ومواجهة الموت بقلب شجاع لا يعرف الخوف، متخذة من مساعدة الآخرين طريقاً لتكمل مسيرتها في الحياة.

تؤمن الإماراتية حمدة الحمادي بأن خدمة الغير ومساعدتهم على تخطي أزماتهم هي أسمى معاني الحياة، تقضي 15 ساعة يومياً في مساعدة المرضى، وتضميد جراحهم، وتمسح عنهم آلامهم.

تعتبر حمدة الحمادي أول مسعفة مواطنة تعمل في مجال خدمات الإسعافات الجوية بمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، ونجحت في أن تكون أول فتاة إماراتية يتم تدريبها وتأهيلها لتخوض تجربة أداء المهام الإسعافية على طائرات الإسعاف الجوي، بالتعاون والتنسيق مع الإدارة العامة لشرطة دبي.

تجد حمدة سعادتها في تقديم يد العون للمصابين، وترى أن مهنة المسعف، إحدى أهم المهن التي يجب أن تدخلها المرأة الإماراتية، داعية الفتيات المواطنات إلى أن يدرسن هذا التخصص، باعتباره مجالاً للعطاء الكبير.

البداية

وعن تفاصيل تجربتها في عالم الإسعاف، وكيفية وصولها لتكون أول إماراتية تعمل في مجال الإسعافات الجوية، تقول حمدة الحمادي لـ«الإمارات اليوم»: بدأت مسيرتي المهنية في عام 2008، عندما التحقت بالعمل في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، كفني طب طارئ، بعد تخرجي في كلية التقنية العليا، وحصولي على بكالوريوس الطب الطارئ بدرجة امتياز.

وأضافت: التحقت بالعمل الميداني، وأثبت كفاءة وحققت نجاحات تضاف إلى رصيدي المهني، ما أكسبني ثقة رؤسائي، وفي مقدمتهم المدير التنفيذي للمؤسسة خليفة بن دراي، الذي مد لي يده بالتشجيع والتحفيز، ما دفعني للالتحاق بخدمة الإسعاف الجوي، خصوصاً عندما لمس حماستي لعملي، وإخلاصي في خدمة الجمهور وإنقاذ أرواحهم.

التحديات

وعن التحديات التي واجهتها خلال رحلة عملها، تذكر الحمادي أنها «خلال سنوات عملها الأولى واجهت بعض التحديات، التي تتمثل في عدم تقبل الجمهور لعملها الميداني، كونها امرأة، ظناً منهم أن طبيعتها الأنثوية تحول بينها وأداء المهام التي تسند إليها، موضحة أنه «بمرور الوقت استطاعت المرأة الإماراتية أن تثبت حضوراً قوياً وبارزاً في شتى ميادين العمل، وأصبح دور المسعفة المواطنة لا يقل أهمية عن المجالات الأخرى».

الإسعاف الجوي

وتذكر الحمادي أنه «تم إلحاقها أخيراً بخدمات الإسعاف الجوي، بدعم من مديرها وتشجيعه لها شخصياً، خاصة أنها مؤهله، كونها فني طب طوارئ متقدم، ما يسهل عليها مهمتها في خدمة الإسعاف الجوي»، مؤكدة أن «وجودها في هذا المجال أكسبها خبرات مهنية عدة، في التعامل مع الحالات الحرجة، ما يستدعي تقديم الرعاية الطبية المتقدمة لهم، ورعايتهم أثناء طريقهم إلى المستشفى».

وتعرب الحمادي عن سعادتها بقرار الانضمام إلى طاقم الإسعاف الجوي، مؤكدة أن العمل الإنساني، والمساهمة في تقديم الرعاية الأولية للمرضى والحالات الطارئة، منحا حياتها روحاً جديدة، على حد تعبيرها، ومكّناها من تعلم كثير من الأشياء التي كانت تحتاج لعشرات السنوات لتعلمها.

أسباب

وتذكر المسعفة الجوية أن أهم الأسباب التي زادت حماستها للالتحاق بمبادرة خدمة الإسعاف الجوي إيمانها بأنه «عندما تطلب المرأة المساعدة في مجتمع مسلم ومحافظ كدولة الإمارات، فهي تتطلع إلى تلبية متطلباتها من الخصوصية والأمان في الوسائل كافة، سواء من خلال مركبات الإسعاف أو على متن الطائرة»، موضحة أن «وجود الكوادر النسائية الوطنية المؤهلة في شتى مجالات الإسعاف يوفر أقصى معايير الجودة والرعاية المتقدمة للمرضى».

دورات ومهارات

وأوضحت الحمادي أن «اجتيازها دورة تدريبية دولية عن الإسعاف الجوي في مقر المؤسسة، أشرف على تقديمها نخبة من المدربين الدوليين لتدريب العنصر النسائي وتوجيهه لإتقان العمل الإسعافي على متن الطائرة، والإلمام بمراحل وتقنيات وتفاصيل الإسعاف الجوي، أكسبها خبرة كبيرة في هذا المجال، كانت تحتاج إلى سنوات طويلة لاكتسابه».

وأضافت: تمكنت عبر هذه الدورة التدريبية، وفي فترة قياسية من الاطلاع على منهج متكامل الأركان، جمع بين الجانب العملي والنظري، مسلطاً الضوء على كل الجوانب الفنية الطبية المتخصصة والتفصيلية المتعلقة بتقديم الرعاية الطبية ما قبل المستشفى للمرضى المنقولين جواً حتى وصولهم للمستشفى».

وأكدت حمدة أن العمل على متن الطائرة العمودية يتطلب مهارات خاصة للتعامل مع المريض في الارتفاعات.

فخر واعتزاز

أكدت حمدة الحمادي أن المسعف يقوم بعمل إنساني كبير، عندما يسهم في إنقاذ حياة الآخرين، وأنه يشعر بسعادة لا توصف عندما يمد يده بالحياة لمصاب أو مريض كاد يفارقها، ورغم أنها قضت أوقاتاً طويلة بعيداً عن أسرتها في نوبات ليلية، من أجل تأدية الواجب، وتقديم الخدمة الإسعافية العاجلة للمرضى، ونقلهم إلى المستشفيات لاستكمال العلاج، إلى أنها لم تشعر يوماً بأي كلل أو ملل من طبيعة عملها، وما تفرضه عليها من تحديات.

وترى حمدة أن خوض النساء غمار هذه المهنة تحدٍّ كبير، لاسيما أن ظروف العمل التي تتغير من صباحي إلى مسائي وبالعكس، حسب المناوبات، فضلاً عن المسؤولية التي يتحملها المسعف في إنقاذ الأرواح، مؤكدة أن المرأة حاضرة جنباً إلى جنب مع الرجل، إذ تحمل بعض المصابين على كتفها إلى سيارة الإسعاف، فهي ترى في كل مصاب أو جريح في حادث أو حريق ابناً لها، تسعفه بقلبها قبل يديها، عاطفتها وإحساسها بالآخرين هما المحرك الأساسي لها خلال مشوار حياتها.