آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-05:00ص

فن وثقافة


سر الحياة لوحات ترسخ الهوية المصرية

سر الحياة لوحات ترسخ الهوية المصرية

الجمعة - 30 أكتوبر 2020 - 01:54 م بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - وكالات

يحتفي أساتذة الفنون والفنانون والنقاد التشكيليون بافتتاح غاليري "Demi" كنافذة جديدة للفن والإبداع بمنطقة الزمالك في القاهرة، وذلك يوم الأحد 1 نوفمبر 2020 في تمام السابعة مساء، حيث يستهل الغاليري نشاطه الفني بمعرض “سر الحياة” للفنان محمد الدمراوي.

ويسعى الغاليري الذي يأمل أن يكون إضافة للحركة التشكيلية المصرية إلى انتهاج شخصية خاصة تهدف إلى إعلاء معنى الهوية البصرية والثقافية المصرية وتقديم الفنانين الذين تحمل تجاربهم الإبداعية هذا الخط الفني اعتزازا وإيمانا بتفرد الموروث الحضاري والثقافي المصري وعراقته وثرائه وتنوعه بل واختلافه على امتداد تاريخ  طويل يتجاوز السبعة آلاف عام تشهد بالسبق والريادة في مختلف الفنون.

من هذا المنطلق حرص الغاليري على استهلال نشاطه بأعمال الفنان محمد الدمراوي الذي وصفه الناقد محمد مرسي بأحد الفنانين المتفاخرين بانتسابهم إلى المدرسة المصرية في الفن، هذه المدرسة لها أعلام مهمون -منهم محمود سعيد، الجزار، حامد ندا، راغب عياد، وغيرهم- ابتعدوا عن التغريب وأخذوا على عاتقهم مهمة إعادة اكتشاف الهوية المصرية ووجدوا فيها منبع الإلهام والإبداع، رغم أن هذا التغريب كان يعد في وقت من الأوقات مظهرا من مظاهر الوجاهة الفكرية والفنية.

والمتابع لأعمال الدمراوي منذ البداية يستطيع بسهولة أن يتبين ملامح هذه المدرسة المهتمة بموتيفات وتفاصيل في حياتنا اليومية، ولكنه ذهب إليها بطريقته وأسلوبه الخاص، معتمدا على خلفية ثقافة سمعية وبصرية وخيال متفرد ترجمه على مسطح اللوحة بمهارة واقتدار إلى عالم يضج بالحيوية والحركة وكأنه يعبر عن خطوط نفسية أصيلة تميز الشخصية المصرية. وهذا بالضبط ما اعتمد عليه الفن الشعبي المصري؛ من حرية التعبير في حركة لأشخاص، والتكوينات المحتشدة التي يوظفها الفنان كحلول فنية لمنح اللوحة حركة وحيوية، وهذا موجود في الفن المصري القديم.

وفي معرضه “سر الحياة” يبدو الدمراوي في أفضل حالاته. ويمارس هواياته في مفاجأة المتلقي بحلول فنية ولونية واللعب بمساحات الظل والنور. وربما أراد من خلال ذلك أن يعبر بوعي عن قضية هامة وهي قضية الهوية، ولكن من منظور جمالي وبإشارات تلمس فينا أشياء ومشاعر نخشى أن تضيع.

وتتنوع موهبة الفنان بين الرسم والألوان واللعب بالظلال، مقدما رسالة لمعنى وقيمة الجمال في المجتمع المصري، حتى أن المتابع لأعماله -حتى لو كان من الناس العاديين- يستشعر الجمال في حياة البسطاء من خلال لوحات تحمل بصمات الفنان في الخط واللون والمعنى بشكل مرتبط بالواقع.

وعلى غرار معارضه السابقة تتنوع أعمال الفنان محمد الدمراوي، فنجد مناظر بالألوان المائية متنوعة المواضيع، يحاول عبرها الفنان توثيق ما يجري في الشارع المصري، حيث يتناول العديد من الموضوعات التخيلية والشعبية بتقنيات وأساليب مختلفة. ويؤكد الفنان على عشقه الدائم للثقافة الشعبية ومظاهرها الشيقة والمحببة مثل الحواري والأزقة والمواويل والباعة المتجولين وغير ذلك من مظاهر الحياة التي كرس لها الفنان جل أعماله.

ونذكر أن المعرض يستمر حتى 15 نوفمبر القادم بمقر الغاليري في الزمالك.