آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-11:41م

اخبار وتقارير


الدكتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. "العار والسخف النخبوي..!!"

الدكتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. "العار والسخف النخبوي..!!"

السبت - 31 أكتوبر 2020 - 12:22 ص بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن .. الكاتب الدكتور / محمد حميد غلاب الحسامي

القراء الكرام....

أليس من العار والسخف والجهالة علينا جميعا في هذه الأمة كأفراد عموما وكنخب..خصوصا، عندما يحدث خطب جلل فيها وكارثة جديدة ومصيبة جديدة تضاف إلى تلك الكوارث والمصائب المتراكمة والمتلاحقة ,العديدة والمتعددة والمتنوعة،بأن تتجه أنظارنا جميعا نحو هذه الأنظمة الاستبدادية الاستعبادية التسلطية الطغيانية والشمولية والمتحالفين معها..باحثين عن الخلاص منها ومتوهمين وهما مأمولا فيها في الخروج من ذلك، وهي التي :
# وجدت وانشئت من قبل أعداء هذه الأمة والمتربصين بها وفقا لاجندتهم الخاصة بهم ودعمت من قبلهم بكل الإمكانيات المتاحة والممكنة، معنوية ومادية، حيث يعبر عن ذلك أصدق تعبير الشاعر الحر الثائر مظفر النواب، كما أتذكر، بقوله :
حاكم حملت أمه عملة اجنبية فأتى طبقها يوم ميلاده...ويضرب طولا بعرض هو الصفر مهما تك الآلة الضاربة...
# استبدتنا واستعبدتنا واستبدت واستعبدت بنا، تسلطت وطغت علينا وتسلطت وطغت بنا، قهرتنا واستلذت إذلاننا وفعلت ذلك بنا..، وكل ذلك حدث رغما وغصبا عنا وجبرا وإجبارا لنا...
# فتحت السجون والمعتقلات ونصبت المشانق وسجنت واعتقلت واعدمت كل صوت حر في هذه الأمة....
# حولت الإنسان في هذه الأمة بفعل تلك الآلة الضخمة من أدوات الترهيب والترغيب والقمع والاضطهاد والإذلال إلى إنسان مقهور ومهدور ,فاقدا لذاته وذاتيته وكيانه الحقيقي وشاعرا بالدونية المقيتة والمنحطة تجاهها,بل وتجاه نفسه وذاته,وهنا الكارثة الحقيقية والطامة الكبرى عليه,وسلبته إنسانيته وآدميته وحريته وكرامته...
# باعت الأمة بإنسانها وأرضها لأولئك الأعداء، أعداء الأمة، والمتربصين بها بثمن بخس دراهم معدودة، لا تجني من وراء ذلك سوى الحفاظ على بقائها وضمان إستمراريتها لأطول فترة زمنية ممكنة مهما كان الثمن لذلك...
# بددت ثروات الأمة هنا وهناك..,في نوادي القمار والمضاربة في البرصات العالمية وعبر صفقات الأسلحة المشبوهة والتي لا تستخدمها إلا في حالة قمعها لشعبها أو لمحاربة بعضها بعضا، في الوقت الذي فيه الإنسان فيها يعاني من شظف العيش والفقر والفاقة والحرمان ويزداد كل ذلك يوما بعد يوم,وتزداد ظاهرة البطالة فيها يوما بعد يوم، وأصبح الإنسان فيها متسولا في الداخل والخارج....
# شوهت صورة التنمية البشرية وغيرها من أنواع وأشكال وصور التنمية في هذه الأمة، بحيث أصبح مؤثر التنمية فيها ووفقا لتقارير وإحصائيات المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية المهتمه بهذا الشأن في أسفل السلم العالمي لا تضاهيها في ذلك سوى أفريقيا جنوب الصحراء، بالرغم من تلك الثروات التي أمتلكتها وتمتلكها بفعل الثروة النفطية والتي لا تحصى ولا تعد..
# تبنت وشجعت ظاهرة الفساد والإفساد ونظمتها وخططت لها ودعتمها وحولتها من ظاهرة إلى ثقافة مجتمعية ونخبوية وطمست وألغت وابادت منظومة القيم الإيجابية في المجتمع واستبدلتها بمنظومة القيم السلبية واحلتها محلها...
# تآمرت على بعضها البعض وحاكت الدسائس والموآمرات لبعضها البعض وتربصت ببعضها البعض مستعينة في ذلك بأعداء الأمة لمساندتها ومساعدتها والوقوف معها في ذلك..,انشأت الجيوش واشترت الأسلحة وبنت وأنشأت الكليات والمعاهد العسكرية وفتحت المعسكرات وبددت ثروات الأمة في سبيل ذلك، ليس لمحاربة أعداء الأمة، بل لمحاربة بعضها بعضا، وهذا ما عبر عنه الشاعر الكبير / عبدالله البردوني حين قال : 
حكامنا إن تصدوا للحمى اقتحموا,وإن تصدى لهم المستعمر انسحبوا
هم يفرشون لجيش الغزو أعينهم,ويدعون وثوبا قبل أن يثبوا 
# عملت......
# عملت......
# وعملت......
بمعنى آخر أعم وأشمل ومختصر : 
# هي السبب الرئيسي والأساسي الأول في كل ما حدث ويحدث لهذه الأمة ولما هي فيه..وعليه...اليوم.
يااااااااااااأمة ضحكت من جهلها وتخلفها الأمم الأخرى وأصبحت فريسة سهلة وسريعة وبسيطة لجميع المتربصين بها..
يااااااااااااأمة خانتها أنظمتها والكثير الكثير من نخبها...!!
" فظيع جهل ما يجري وأفظع منه ان تدري".

وعليه :
وبعد كل ما سبق "وهو غيض من فيض" أليس من العار علينا جميعا في هذه الأمة بأن نأمل في هذه الأنظمة الحالية...أي خير!!!
إن من يفعل ذلك ماهو إلا شخصا واهما ومخدرا من قبل تلك الأنظمة...ولا يدرك أو يع أي شيء مما يحاك لهذه الأمة ويخطط لها ويقرر، وهو شخصا غير مدركا لطبيعة هذه الأنظمة الحالية...؛ نشأة وتكوينا ووجودا ودورا سلبيا تجاه هذه الأمة،.
قد أتفهم أنا شخصيا إذا صدر ذلك من شخص عادي مقيد ومكبل بقيود وأغلال متطلباته الحياتية اليومية الضرورية، ولو أنني لا اعفيه من تحمل المسؤولية حيال ماهو فيه..وعليه...كشخص ولما هي فيه..وعليه...كأمة، لكنني لا أستطيع تفهم ذلك والقبول به، بل حتى مجرد مناقشته، إذا صدر ذلك ممن تسمى نفسها بالنخبة...!!!في هذه الأمة، التي يجب عليها وبحسب المسؤولية التاريخية المناطة بها والدور الذي يجب عليها القيام به، وبما تدعي إمتلاكه من معرفة حيال كل ذلك...
بل إن الأدهى من ذلك كله والأمر والأشد فظاعة أن نجد بعضها,أي النخب..!!,أو بعضا ممن ينتمي إليها يقف مع تلك الأنظمة...في حال القيام بعمل ما في سبيل الخلاص والتخلص والتحرر منها,مدعين بأن ذلك وفي الوقت الراهن يخدم أعداء الأمة,متناسية ومتناسين بأن وجود تلك الأنظمة..في الأساس هو من يخدم الأعداء, وبأنها وجدت لذلك الهدف والغرض ولتلك الغاية,ولولا ذلك لما استمرت....
"إن طغاة الداخل يحلبون غزاة الخارج"
هكذا قالها إبن خلدون منذ زمن طويل 
وإذا حدث ذلك من قبلها أو أغلبها؛ فإنني شخصيا لا أستطيع إلا القول ب" خيانة النخبة.."، بل أنني شخصيا أستطيع بأن أقول وأكاد أجزم على ذلك ومتيقنا منه,وبأن أقول : 
إنه " مووووووووووووووت تلك الأنظمة..وتلك النخبة..!!وفنائها وزوالها" ولا شيء سوى ذلك في هذه الحالة..
......
#الخلاصة: 
أمام كل ذلك كله وإزاء ماهي فيه..وعليه..أمتنا العربية الحاضرة، فإنه لا يمكن إخراجها من كل ذلك إلا بقوى تغييرية تنويرية تحديثية وحداثية جديدة متخلصة من تلك القيود والأغلال التي قيدت وكبلت تلك النخبة..والتي أدت في الأخير إلى موتها وفنائها وزوالها؛ وإن الأمة وعبر تاريخها الطويل التي أنجبت قديما من حمل لواءها لقادرة على إنجاب المزيد المزيد المزيد والمزيد منهم لإخراجها مجددا مما هي فيه..وعليه..، بآلامها وأوجاعها وجراحاتها ومعاناتها وآمالها وأحلامها وطموحاتها وتوقها لأن تكون أمة متقدمة ومتحضرة مثلها مثل غيرها من الأمم الأخرى...،.
طال الزمن أم قصر 
شاء من شاء وأبى من أبى 
وما تاريخ تلك الأمم وصيرورتها,التي كانت أكثر تخلفاً وجهالة ووضعا مأساويا منها والتي استطاعت التغلب على ذلك كله والخروج من ذلك كله..,إلا خير دليل وأنصع برهان وأقوى حجة دامغة على ذلك...
وما يحدث الآن في هذه الأمة إلا بداية جديدة لمرحلة جديدة "مرحلة الانبلاجة.."تبشر بأن القادم أقرب وأفضل وأجمل وأحسن...
هذا هو إيماني ويقيني بأمتي,إنسانا..أولا,.
فقد بدأت ومازالت وسوف تستمر مرحلة الخلاص والتخلص والتحرر من تلك الأنظمة..ومن تلك النخب..!!
ليشارك ويساهم كل منا مشاركة ومساهمة فعلية وفعالة في ذلك,كل حسب قدرته وقدراته وموقعه,وبحسب إمكانياته بطريقة حضارية سلمية مهما كلفت تلك السلمية...,فالعنف لا يولد غير العنف,والدمار والخراب لا يولدان غير الدمار والخراب...
يقول تولستوي :
إن الشر لا يقتل الشر,كما أن النار لا تطفئ النار 
بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق 
......
#نحو-حركة-نهضوية-عربية-جديدة
إن غدا لناظره أقرب وأفضل 
دعوها فإنها مأمورة