تشهد مدينة التربة جنوبي تعز فوضى أمنية تسببت بسقوط جرحى من المدنيين، بعد قطع جماعة مسلحة يقودها مدير أمن المحافظة العميد منصور الأكحلي شوارع مدينة التربة وعرقلة تنقلات المواطنين.
وأصدر محافظ تعز من محل إقامته في القاهرة تعليمات إلى مدير أمن تعز طلب منه إلغاء قرار تغيير مدير أمن التربة العميد الركن عبدالكريم السامعي وسحب القوات التي تسببت بفوضى أمنية في مدينة التربة وارعبت المواطنين هناك. بحسب الوثيقة التي حصل عليها "نافذة اليمنِ" مرفقة أدناه.
لكن مدير الأمن تمرد على تلك التوجيهات واستمرت قواته بقطع شوارع التربة ومهاجمة مواقع تابعة للواء ٣٥مدرع.
وكان مدير أمن تعز العميد الأكحلي قد اقتحم ظهر اليوم إدارة أمن التربة بالقوة ونهب محتوياتها واصدر قرارا بتغيير مدير الأمن هناك العميدركن عبدالكريم السامعي وتعيين مدير أمن المسراخ عبدالسلام العياني بدلا عنه بالرغم أن الأخير متهما بالتواطؤ بإعدام سجين سلم نفسه لإدارة أمن المسراخ، كما شارك بإحراق منزل المحافظ السابق أمين محمود.
يأتي ذلك عقب توجه مدير الأمن الأكحلي صباح اليوم الخميس على رأس قوات مكونة من ١٢ طقما من قوات الأمن العام والشرطة العسكرية مزودة بالأسلحة الثقيلة إلى مدينة التربة بهدف عزل مدير الأمن هناك العميد السامعي المشهود له الكفاءة والمهنية والذي تمكن خلال العام ٢٠١٨ من القبض على شحنات سلاح يتم تهريبها إلى مليشيات الحوثي من قبل قيادات عسكرية تابعة للجيش. كما نجح السامعي من تحجيم انتشار خلايا تنظيم القاعدة التي غادرة أوكارها وسط مدينة تعز وحاولت الانتشار في مدينة التربة، وقالت مصادر في الشرطة العسكرية ان مدير الأمن طلب تعزيزات من قيادة الشرطة العسكرية لمرافقته للنزول لمدينة التربة والاطلع على الوضع الأمن هناك، الا انها تفاجئت بالخطوات التي اقدم عليها مدير الامن المتمثلة باقتحام ادارة امن التربة وتغيير مديرها.
وفي السياق قال مصدر عسكري إن عزل السامعي هو تمهيد يقوده حزب التحمع اليمني للإصلاح للسيطرة على مدينة التربة المتاخمة للمحافظات الجنوبية، وأن العميد السامعي ضيق الخناق على عناصر القاعدة الذين يشكل لهم الإصلاح غطاء ويعمل على تسهيل تحركاتهم واستخدامهم لتنفيذ أجندته الخاصة، ويأتي تغيير السامعي من قبل الأكحلي التابع لجماعة الإخوان المسلمين المتصدرة للمشهد في تعز عبر حزب الإصلاح في خدمة هذه الخلايا الإرهابية التي تستخدمها الجماعة للسيطرة على مدينة التربة الواقعة على حدود المحافظات الجنوبية التي تشهد اضطرابات غير مستقرة.
وحمل وكيل محافظة تعز عبدالقوى المخلافي مدير الأمن منصور الأكحلي مسؤولية ما يجري من فوضى أمنية في التربة، وقال نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي تواصلوا مع المخلافي، إن الأخير حاول الضغط على مدير الأمن بعدم قيامه بأي خطوات من شأنها تقود إلى فوضى في بمدينة التربة، لكن الأكحلي رفض توجيهات وكيل المحافظة وفقا للنشطاء.
وقالت مصادر أخرى إن قيادة محور تعز كلفت العقيد هشام الاصبحي والعقيد أمين الأكحلي بالتوجه إلى التربة والإشراف على انسحاب القوات التي دفع بها مدير أمن تعز لاقتحام مقر ادارة أمن التربية. لكن المكلفين بالنزول لم يتمكنوا من الوصول إلى التربة وتنفيذ المهمة بسبب قطع القوات التي يقود مدير أمن تعز للطرقات من كافة الاتجاهات والمداخل.
وقال شهود عيان إن تعزيزات عسكرية بينها مدرعات وأطقم تابعة للشرطة العسكرية والأمن العام مازالت تتوافد نحو مدينة التربة.