الحياة لا تكل بحملٍ، ولا تكف عن المدد.. إرادتنا قوية تكسر اليأس المجحفل بالحديد.
هاماتنا في شماريخ السماء تنشد إباها.. الحياة ولّادة، وهي حبلى بألف صنديد وجيد.
إن كسب الشر جولة في غفلة زمن، ففي الزمن المسرمد ألف جولة ودولة.
الحياة لا تموت بعسر أو نفاس، فإن استباح الشر خيراً، وتم إجهاض حق في الحياة، وشيّد الشر دولته على جوع وأوجاع الجياع، وأنين لا ينام، فلن تُعقر بطون النساء، ولن تكل من الولادة.
لنا نساء فارعات كقامات النخيل، وأعناقهن في عنان السماء، وفي كل بطن رب للخصوبة.. الحياة شجرة لا تموت.. لن نكف عن التناسل والحياة، ولن تكف بطون النساء عن الولادة، ولنا فيما سيأتي مجد وأبطال شداد، وألف ولادة وميلاد مجيد.
نكدُّ ونكدحُ ونصبُّ في الأرض أمزان العرق.. نبذل الجهد الجهيد، وعندما يستبد على الأرض اليباس، نحن لها سحب وغيث.. نبرق ونرعد، ونهمي على الأرض ماء ثجاجا.. نسقي أطياننا وجبالنا، والجيوب المقفرة.. نسيل في مساقيها ماء فراتا.. تنبتُ بنّاً، لوزاً وتينا.
نطفوا في الفضاء أحلاماً وأخيلة وفكرة، وفي حنايا الشوق تصطفينا عشقاً ورغبة.
إن أطفأ الليل مصابيح المدينة، واستطال مدّاً وثقلا، وتثاءب وتمدد طولاً وعرضاً في الفضاءات الفسيحة.. سيشعشع الفجر حتماً لا محالة.. سيطل الصبح بهيا من أحواض وأرداف الظلام، ويقول عشّاق النهار مُت أيها الليل الطويل دون رجعة.. ستأتينا الحياة بألف فذ وصنديد بطل، وألف شمس تقبل غُرَرُ الجباه، وتتوّج هامات الرجال بألف مجد وانتصار.
إن قتلونا غدراً وغيلة، أو متنا كمداً وقهراً، أو أكلت الدروب الطويلة أقدامنا في سيرنا البالغ مداه، فستزهر خطانا ذات يوم مروجاً وأزهاراً تنضح روحاً وعطرا.
ازلام التفاهة تفاخر بعصرها الباذخ بها.. التفاهة لا خُلق لها.. مجدبة متصحِّرة.. لا ماء ولا ندى في وجهها.. لا مبادئ ولا حياء.. التفاهة وضاعة تزداد ضعة، عمرها ما صنعت ذرة شموخ.. التافهون قيعان للوحول والقذارة.. أحذية النجاسة والدناسة.
متى شد التافهون أزر شعب أو زادوا من قدر أمّة؟!!
راحلون إلى بدد، وعهدهم إلى غروب، ومزابل التاريخ مثواه الأخير.
الحياة لا تدوم لطاغ أو لخائن أو لسفيه وتافه، والدنيا تدور، وعلى الباغي تدور الدوائر.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك