آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-02:43ص

ماتت سالي جائعة تحت برميل قمامة

الأحد - 31 ديسمبر 2023 - الساعة 02:14 ص

ماجد الداعري
بقلم: ماجد الداعري
- ارشيف الكاتب


ماتت الطفلة اليمنية سالي ابنة ال8 سنوات، قبل يومين، في واقعة هزت اليمن وجنوبه، من أقصاه إلى اقصاه، بعد أن وثّق فيديو كاميرا مراقبة، لحظات نهايتها المأساوية وهي جائعة تحاول الوصول إلى برميل قمامة، في مدينة عدن الجنوبية، علها تجد فيه ما يسد رمق جوعها وعائلتها.

ماتت سالي، يا لصوص الوطن المدمر وتجار الحروب القذرة، وهي تحاول – بكل قواها الطفولية وعزيمة جوعها المرير – ان تصل إلى بقايا أكل في برميل قمامة انقلب على جسدها الصغير بكل قسوة قاتلة على ضعف جسدها، وهي تحاول الخلاص من حمولته عليها بكل ما أوتيت من حب للحياة، حتى فقدت طاقتها، وخارت قواها، ولفظت أنفاسها الأخيرة تحته وبين بقاياه، وهي تتضور جوعا، فرحمة الله تغشاها، وأشبعها من نعيم أهل الجنة الكرام ، ولا سامح الله كل من كان سببا في جوعها واخراجها جائعة للبحث عما تأكله في برميل قمامة وجدته آخر ملاذ أمامها وعائلتها للبحث فيه عما يسدون رمق جوعهم في بلد بات فيه أكثر من 80٪ من شعبه بتضورون من جوع أكثر شعوب الأرض مجاعة في التاريخ.

سالي.. ماتت يا كل رؤساءنا الاقزام، وقيادتنا الصغار، ومسؤولينا اللئام، وتحالف الخزي والدمار، وهي جائعة فلا بارك الله فيكم ..

ماتت طفلتنا سالي وهي تبحث في برميل قمامة علها تجد شيئا من كل تلك المساعدات الإعلامية الهائلة، وشحنات الإغاثات الأممية الوهمية وقافلات المعونات الأخوية المزعومة! وكان خيار موتها أمرًا سماويًا لتخبركم بتيقنها الآن:كم أنتم أفاكون كاذبون، وكم حقت عليكم لعنات كل اللاعنون.

ماتت الطفلة الملاك يا تجار الشح وصيارفة الإجرام، وهي تحلم بكسرة خبز، ولو من بقايا وجبة أسرة رمتها ببرميل قمامة، علها تسد بها بعض رمق امعائها الخاوية، تماما كخواء ضمائركم الميتة،وجفاف أحاسيسكم المتحجرة أخلاقيًا، ومشاعركم المفلسة إنسانيًا وانتم تتاجرون بقوت شعبكم اليمني المنكوب بأكبر مجاعة في الأرض وتتكسبون من جرائم التلاعب بقيمة عملته الوطنية ليلًا نهارًا، وهكذا دون رقيب او حسيب، وبعيدًا عن كل شعور إنساني او قيم وطنية او دينية أو وازع أخلاقي.

ماتت سالي، ابنة عدن الجنوبية أيها العالم الكاذب والمجتمع الدولي المنافق، ويا أيتها الأمم المتحدة المتاجرة بجوعنا و معاناتنا معا، ولم تجد منكم جميعًا، ولا من كل ما تعلنونه كذبًا باسمنا وتسرقونه على أنقاض جوعنا، ما يشبع جوعها وبعض خواء امعائها.

فلعنة الجوع عليكم جميعًا مني ومن كل الجائعين المنكوبين في اليمن عمومًا، ونيابة عن كل جياع كوكب الأرض جميعًا أيضًا.