آخر تحديث :الأربعاء-04 ديسمبر 2024-09:57م

الكم الايراني والكيف الاسرائيلي

الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - الساعة 05:18 ص

كامل الخوداني
بقلم: كامل الخوداني
- ارشيف الكاتب


تعتمد ايران استراتيجية التهويل والضخ الأعلامي في كل شيء حتى في صناعاتها العسكرية وقوتها وشعارات عدائها وتطبق هذه الاستراتيجية اذرعها كذالك ومن قاصف الى شهاب، الى الاسلحة الاستراتيجية الى القوات الجو فصائية والغواصات البحرية والمريخية الى صواريخ فرط صوتية والمئات غيرها من المسميات البلاستيكية والتهويلات الاعلامية.

ابتداء من قصف ايران للقواعد الامريكية كردود انتقامية ومنها على سبيل المثال قصف القواعد ردا على مقتل سليماني والمهندس وغيرها وانتهاء بقصف اسرائيل بعدد 400 صاروخ وطائرة مسيره رد على قصف سفارتهم بسوريا يلاحظ بإن السمة المشتركة وفي كل عملياتها او حتى عمليات اذرعها هو التهويل الأعلامي المرافق والمصاحب لكل عملية على الرغم من النتائج الصفرية والسبب ان هذه العمليات تستهدف اساساَ الشارع الايراني والقطيع العربي المصفق والمتخلف وجماهير واتباع محور المقاومة ولعدة اسباب..

اولاً الخروج بماء الوجه امام هذه الجماهير وثانياَ الحفاظ على انتفاخ بالونة القوة العسكرية لها ولمحورها والتي نفختها لعقود وخوف اهتزاز الصورة وفقدان الثقة مهما كانت التضحية المقدمة كبيرة ومهما كانت النتائج صفرية وهذا بالنسبة لأيران السبب الأكثر اهمية ولهذا لاتجد أيران الحرج في عمليات كثيرة من التنسيق المسبق مع الطرف الاخر.

في عملياتها الاخيرة ضد اسرائيل اعلنت ايران مباشرة عدد طائراتها المسيرة وصواريخها المتجهة الى اسرائيل ب 400 طائرة وصاروخ . رقم مهول هذا الرقم يبيد مدن بكاملها وليس مجرد اهداف عسكرية محددة هذا الرقم الغير منطقي نظراً لاثاره الصفرية حتى بالوصول الى اسرائيل حشد الاعلام والناس حوله تضخيم قوة، تهويل امكانيات، شجاعة وتحدي ايران القوية 400 صاروخ وطائرة مسيرة.. قوة القوة كما ردد قطيع محورها وهو ما كانت تحتاجه ايران الالهاء الرقمي والتضخيم والتهويل الأعلامي بمدى جرأتها وقوتها وعنف ردها لا تهم النتائج.. منطقياَ وحسب ما تم اعلان اسقاطه وسقوطه لن تتجاوز اصابع اليد.. 18 طائرة مسيرة سقطت واسقطت بالاردن وبمنطقة النخيب بالعراق وبالحدود السورية الاردنية.. إين الاربعمائة طائرة وصاروخ.

بالمقابل تعتمد اسرائيل في عملياتها على الكيف نظراً لوجود اهداف محددة بالنسبة لها ومرسومة ومخططة ولها نتائجها حيث لا تحتاج مثلاً لتصفية قيادات كبيرة بحجم ثقيل وبشكل جماعي لأكثر من طائرة مسيرة او طائرتين وبصمت ودون ضجيج او بحث عن فيديوهات وتهويل اعلامي.

لو قمنا بحسبة سريعة لعدد العمليات الاسرائيلية والامريكية ضد ايران سواء بالداخل او الخارج سوف تكون النتيجة نسبة تحقيق الهدف 99 ٪ نتائجها مستقبلية اهدافها كبيرة تكاليفها اقل. ابتداء من نسف وتدمير قواعد الحرس الثوري بعدها وعتادها داخل سوريا، ولبنان والعراق وحتى داخل ايران وانتهاء بتصفية العشرات اذ لم يكن الرقم قد تجاوز المئات من قياداته العسكرية وفي مختلف بقاع الأرض.. ومنها ما اعلن عنه ومنها مالم يتم الاعلان بينما نتائج كل العمليات الايرانية ضد اسرائيل او امريكا وليس الان فقط بل منذ خمسين عام صفرية. صقرية. صفرية تماماً.

واخيراً. حصلت ايران من ردها على التهويل الاعلامي الرقمي (400 صاروخ) ضخ اعلامي عن ايران القوية التي قصفت اسرائيل وغيرت المعادلة وكسرت الحواجز خرجت بماء الوجه امام قطيعها الاحمق اما العاقل فبصق على وجهها وعلى اكاذيبها.. وهو ما ارادته وبشكل سريع ولهذا سارع مندوبيها بالامم المتحدة اعلان انتهاء عملية الرد وقبل وصول اي طائرة منها او صاروخ الى اسرائيل ولم تصلها اساساً، وحصلت اسرائيل بالمقابل على ضوء اخضر وتأييد عالمي وتفويض شعبي داخلي لأستكمال عملياتها بغزه واستكمال اهدافها بتصفية قيادات الحرس الثوري وقواعده ومنشاءاته وسلخ جلده ونزع مخالبة داخل ايران وخارجها وتحت (حق الرد) او بدون فهذا مشروع وهدف لابد من استكماله ولهذا نلاحظ بإن اسرائيل ومؤسساتها العسكرية يضعوا اياديهم بمياه باردة وبتصريحات هادئة لا تخرج عن عنوان (الرد قادم) وفقط لا غير.

نظام الملالي المتخلف وحرسه الثوري واذرعه الحقيرة يخسروا الشعب الايراني يكسب،و التغيير هدف عالمي لا تراجع عنه. وبالهداوه.