آخر تحديث :الأربعاء-04 ديسمبر 2024-08:51م

العدو الذي لم يعد خفيا!

الأربعاء - 04 ديسمبر 2024 - الساعة 01:49 ص

أحمد السلامي
بقلم: أحمد السلامي
- ارشيف الكاتب


الصراع الكبير والحقيقي في العالم العربي يدور في دواخلنا بمعزل عن الآخرين، بين ما نحن عليه في الواقع بما نحمله من إرث وما نسجه التكوين الاجتماعي والديني في الوعي من رؤى وتحفظات وتحيزات، وبين ما نتشوق إليه ونطمح أن نكونه وأن نصبح عليه. رحل الاستعمار المباشر من منطقتنا وتأسست أنظمة علمانية وجمهوريات لم تشكل ريادة ملهمة للمجتمعات للأخذ بيدها نحو المستقبل المشرق، لأنها بفسادها وارتهاناتها تحولت إلى أنظمة حاملة للهشاشة وقابلية الانتكاس والصدام المباشر مع مجتمعاتها.


ما يحدث في أكثر من رقعة في الجغرافيا العربية يمضي في اتجاه التصالح مع التخلف والاتساق مع الذات كما هي، والتعايش مع التناقضات التي لم تنجح الدولة القطرية التي نشأت بعد الاستعمار في محوها.


أكثر من نصف قرن على نشوء أنظمة فاشلة اجتهدت في تقديم صورة بروتوكولية للدولة الحديثة، لكن الجوهر معطوب نتيجة ضعف البنيان الفكري والمؤسسي الذي حال ضعفه دون أن يجعل من الدولة ممثلة للشعب على أساس المواطنة الكاملة والعدالة الحقيقية لا التي تبرز في الشعارات فقط.


عودة الطائفية والمذهبية والحروب التي تتحرك على أساسها دلالة على أن تلك الانقسامات لم تنقرض وأن الدكتاتورية حاضنة ناجحة لكل عوامل التخلف.