آخر تحديث :الخميس-04 يوليه 2024-06:32م

شعب صبور .. مسلوب الإرادة

الإثنين - 01 يوليه 2024 - الساعة 11:16 م

مطيع سعيد المخلافي
بقلم: مطيع سعيد المخلافي
- ارشيف الكاتب


المعروف أن إرادة الشعوب تنتصر دائماً، ولا يمكن لها أن تنهزم أو تُقهر إن كانت ثابته وصلبة وقوية ومتماسكة، وهذا هو الأصل في حياة الشعوب ، لكن شعبنا اليمني سُلبت منه إرادته بفعل المؤامرات والعداوات السياسية وأطراف نزاع حرمته الحياة ، وأصبح بفعل المآسي والجور والطغيان بلا عزيمة وغلب عليه صبره وتحمله ، وصار بفعل الظروف القاسية بلا هدف يُذكر، وأصبح يتجه مع إتجاه الرياح والأمواج، وهو ما يؤكد أنه شعب قابل للطرق والسحب والانصهار في اسرع الأوقات، ويتكيف مع أي نظام سواء كان قمعيًا أو استبداديًا أو إماميًا او رجعيًا أو استعماريًا أو كهنوتيًا ..

فماذا يمكن أن نقول عن شعب رفض العيش بحرية تامة تتيح له الحق الكامل في ممارسة انشطته السياسية، والاجتماعية، والانسانية، والاقتصادية، والتجارية، وحرية الرأي والتظاهر وإقامة الفعاليات والاحتجاجات الحزبية المؤيدة والمعارضة للسلطة وعبر كل الوسائل والأساليب الميدانية واإعلامية، لكنه قبل بالعيش تحت وطأة السلاح والكبت وكابوس الظلم والخضوع والاستبداد والعبودية ومُنع من ممارسة أدنى حقوقة الشخصية والسياسية والمدنية؟!

شعب رفض العيش في وضع اقتصادي مستور، وقبل العيش بوضع اقتصادي منهار وغلاء فاحش.

شعب رفض العيش في وضع يحق له التحرك فية الي خارج الوطن وإلى كل أنحاء وأجزء الجمهورية بكل سهولة ويسر وأمن وأمان وبدون خوف او مـسالة أو تحقيق أو إثبات هوية الشخصية،

وقبل العيش في وضع يصعب علية التحرك من مديرية الي أخرى ومن محافظة إلي محافظة أو التنقل بين أطراف المدينة الواحدة في بعض مدن الجمهورية وبدون أمن ولا أمان ولا استقرار، وضع يسوده الخوف والفزع والامتهان، ويعتقل فيه المواطن لأتفه المبررات والأسباب.

شعب رفض العيش في وضع تتوفر فية غالبية الخدمات العامة كالكهرباء والمياة والهاتف والانترنيت والبريد والمرتبات والضمان الاجتماعي والخدمات الصحية والتعليمية والسياحية وخدمات التنقل والمواصلات البرية والجوية والبحرية وغيرها من الخدمات وباسعارٍ رمزية، وقبل العيش بوضع مظلم لا يتوفر فية أدنى متطلبات الحياة من الخدمات الاساسية، وضع يسوده الخراب والدمار والنهب والسلب والعبث والهلاك

شعب تخلى عن جيشه الذي حمى البلاد وصان حدودها وحافظ علي سيادتها وكرامتها وممتلكاتها ووحدتها وامنها واستقرارها وحافظ علي منجزات البلاد وثورتها ووحدتها وعلي الشعب وحقوقه وممتلكاته، وقبل العيش في وضع تحكمه المليشيات الحزبية والعنصرية والطائفية التي فرطت بالبلاد وسيادتها وجزرها وموانيها، ونهبت موارد الدولة ومؤسساتها ومكاتبها الحكومية، وأفزعت المواطنين ونهبت ممتلكاتهم وأكلت حقوقهم ..

شعب رفض الوحدة الاندماجية وقبل بها مقسمة ومشتتة ومجزأة إلي أقليم ودويلات وإمارات صغيرة ومفتته ..


فأي شعب هذا الذي رمى بنفسه الى التكلهة وإلى أسوأ المستويات المعيشية والاجتماعية والأخلاقية؟

وأي شعب هذا الذي تدحرج بمستواه العلمي والفكري والأدبي الي اسفل المستويات وأدنى المنحنيات الثقافية والادبية والسلوكية؟

وأي شعب هذا الذي ذهب الي الموت والعذاب والعبودية سيراً علي أقدامه وضحي بأبنائة فداء لطغاته وجلاديه وحكم على نفسه بالفقر والجوع في سبيل غنى أسياده؟ .