آخر تحديث :الأحد-07 يوليه 2024-12:56ص

إذا وسد الأمر إلي غير أهله فانتظروا الساعة

الأربعاء - 03 يوليه 2024 - الساعة 11:21 م

مطيع سعيد المخلافي
بقلم: مطيع سعيد المخلافي
- ارشيف الكاتب


في زمن أختلط فيه الحق بالباطل، وطُمست فيه الكثير من الحقائق، وضاعت فيه الأمانة والعدالة والصراحة، وساد فيه الظلم والجور والقتل والنهب والسلب والحرابة، أوكل الأمر والقيادة والحكم لغير أهله، فأصبحت المناصب القيادية المدنية والعسكرية والسياسية والإدارية حكرًا على غير أهلها من غير المؤهلين والمتخصصين بمجالها وشؤونها ومهامها.

وبالتالي أصبحت الدولة تُدار من قبل حكومة تقيم في الفنادق الخارجية أو من قبل مشعوذين يقطنون الكهوف الداخلية،
وأسندت قيادات الجيش والأمن وقبادة وحداتهما لشخصيات لا تتوفر فيها شروط وصفات القيادة العسكرية والأمنية، ولا تنتمي إلي المؤسسة العسكرية، ولشخصيات من الفصائل والشرائح القبلية والحزبية، ومن فئات العمال، وبائعي القات، وموظفي المؤسسات والهيئات المدنية.

كما أُسندت المناصب السياسية والإدارية لشخصيات لا تمتلك القدرة، ولا الكفاءة، ولا الخبرة، ولا أدنى مقومات الإدارة المهنية التى تكفل تسيير شؤون الحياة العامة في مختلف نواحي ومجالات الحياة.، وأسندت الأعمال الإنسانية لشخصيات تتاجر بمعاناة الشعب واحتياجاته الأساسية ..

لقد ابتليت بلادنا في الوقت الحاضر بأعظم البلايا وفي مقدمتها وضع، وتعيين، وتكليف، وإسناد مهام القيادة، والإدارة والحكم، والتحكم بشؤون حياة اليمنيين للفاسدين، والفاشلين، وتجار الحروب، وأعداء الحياة الإنسانية، فأصبحت المحسوبية، والحزبية، والمناطقية، والطائفية، والوساطة، والمصالح الخاصة المعيار الوحيد والمتبع في الترشيح، والتكليف، والتعيين لأرقى، و أعلى المناصب، وأخطر المواقع الحكوميه .

وبسبب سيطرة الفاسدين على مفاصل السلطة، إنتشر الفساد وأُحبط المؤهلين، وأصحاب الخبرة، والكفاءة، والمسؤولين المؤهلين والمتخصصين، وضاع مستقبل الشباب المثقفين والمهنيين، وضاع الحق، وانتشر الفساد، والعبث، والجهل، وسقط العدل، وأرتفع صوت الباطل والظلم، وغرقت البلاد في مستنقع الظلام، وغرق الوطن في وحل التخلف، والجهل، والعبودية، والعمالة، والجهل، والارتهان ..

وكل ما يحدث من مخالفات وتجاوزات ومظالم وانتكاسات، والتى تعد عملًا إجراميًا وإرهابيًا بحق الشعب اليمني، ما هو إلا أحد نتائج إسناد الأمر إلى غير أهله، وما نتج عنه من استماتة علي البقاء والصمود في مواقع القيادة والإدارة، ومراكز إصدار القرار، والتسلط، والتحكم بحياة الملايين من اليمنيين بمختلف الطرق المخالفة والمنافية للنظام، والقانون، والدين، والعقل، والمنطق ..

وما علينا كشعب متضرر من هذا البلاء والعبث إلا الانتفاض على قيادات الظلم والفساد، وتغيير الواقع الملئ بالفاسدين، والمفسدين ، أو انتظار الساعة والساعة أدهى وأمر .