آخر تحديث :الجمعة-05 يوليه 2024-03:26ص

ورحل رجل التعلم والتعليم

الثلاثاء - 02 يوليه 2024 - الساعة 05:33 م

عبدالباري طاهر
بقلم: عبدالباري طاهر
- ارشيف الكاتب


الأستاذ الدكتور ياسين سيف الشيباني. هذا الإنسان البسيط بساطة البسمة، العميق كالحياة، المتواضع كصاحب رسالة. سيرة حياته تشهد أنه، ومنذ الطفولة، رجل التعلم والتعليم.

بدأ من قريته الصغيرة بني شيبة منذورًا للتعلم، وموهوبًا للتعليم. اجتاز المراحل الدراسية من الأساسي إلى الجامعة فأعلى المستويات، بارزًا ومتفوقًا.

منذ اليفاعة انصرف للقراءة وحب المطالعة والكتابة. كان التفوق من نصيبه في التحصيل رغم المكابدة والمعاناة الشديدة وقسوة الحياة لفتى صغير في السن مهجوس بالعمل والمعيشة وبالدرس والقراءة والمعرفة. وهذا هو هي سر بزوغ نجم ياسين.

عمل في تعز والحديدة وفي مجالات مختلفة، ولكن هم التعليم والتعليم كان الهدف الأسمى والغاية المنشودة. واصل الطالب الذكي بين العمل والتعليم، ولم تكن صعوبات الحياة ومشاق الحياة حائلاً بين ياسين ورحلة التعلم.

أخذ الثانوية العامة كواحد من الأوائل في الثانوية العام عام 1982 في جامعة القاهرة. التحق الطالب المتفوق بكلية الحقوق، وظل يجمع بين العمل والتعليم؛ فقد كان أثناء الإجازة الصيفية يذهب إلى العربية السعودية ليعمل لدى بعض معارفه لتغطية مصاريفه كطالب في القاهرة.

تقول سيرة حياته الزاكية أنه، وخلال أعوام الطلب، ظل متواصلاً مع إذاعة الكويت، والكتابة في العديد من الصحف والمجلات العربية واليمنية.

كانت المكابدة والمعاناة ذخيرة وزاد الطالب المجد والمجتهد.

حصل ياسين على الماجستير بتفوق كدأبه في المراحل المختلفة متقدمًا على زملائه. درس القانون الخاص في العام 1987، وواصل دراسة القانون الدولي في الجامعة إياها ليحصل على الدكتوراه في العام 1997.

أتذكر كتاباته بعد الثانوية، وخدمة التجنيد في الشئون العامة والتوجيه المعنوي. كانت كتاباته وتحقيقاته الأسبوعية لافتة، وتدل على مهارة وذكاء وحس صحفي رفيع وقلم رشيق قادم.

تفوقه وشغفه بالتعلم والتعليم أهله للإعادة في جامعة صنعاء، وكان بشهادة طلابه وزملائه مثالاً للدأب والمثابرة والنبوغ والإخلاص للمعرفة والعلم.

الدكتور والأكاديمي المرموق محب للعمل منذ الطفولة، فأثناء دراسته عمل مستشارًا ثقافِيًّا في الملحقية بسفارة بلاده في القاهرة ومسئولاً عن مكتبة جامعة صنعاء.

يعد نيل الدكتوراه عاد إلى صنعاء ليشغل مواقع في الجامعة وكلية الشريعة والقانون، كما عمل مساعدًا لنائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية.

في العام 2004 انتدب من وزارة التعليم العالي ليكون مستشارًا لليمن في واشطن، وظل في السفارة بأمريكا حتى العام 2008، ومَثّلَ اليمن خير تمثيل، ثم عاد ليعمل في كليته التي تعلم وعلم فيها- كلية الشريعة والقانون.

كان العالم المفكر والخبير بالقانون العام والخاص والقانون الدولي، ورمزًا من رموز دارسي القانون، والصحفي القدير والكفء، والإنسان العارف المحب للحياة وللناس.

وهب حياته لطلابه ولأبناء شعبه، وكان على جانب عظيم من المعرفة والبساطة والكفاءة وحسن الخلق.

تكشف قراءات كتاباته عن مقدرة وموهبة وذكاء، وكذا انتقاداته للأوضاع واستشراف مآل الأوضاع السيئة؛ محذرًا من وقوع ما هو أسوأ. فرحم الله الدكتور ياسين سيف الشيباني، وألهم أهله وابنته وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان.