الان يتناقل اليمنيون اخبارا مشوشة عن مقتل العالم الفلاني او العالمة الفلانية في سوريا .
وينسون ان مئات استاذة الجامعات اليمنية في كل التخصصات ماتوا جوعا ومرضا وقهرا . قضوا في بيوتهم دون ان يعلم بهم احد او ماتوا ولم يحصلوا على جرعة الدواء الأخيرة او ماتوا بعد خروجهم من المعتقلات الحوثية بأيام.
هذه ليست اشاعات . هذه حقائق يعرفها اليمنيون ممن لم تمتلىء ذكراتهم بالوهم او النسيان.
شخصيا اتذكر عشرات الدكاترة المتوفين من أقسام كلية الاداب في جامعة صنعاء ممن عرفتهم شخصيا في أقسام اللغات او علم الاجتماع او التاريخ وعلم النفس.
أساتذة اخرون من كليات اخرى كانوا لنا خير سراج ماتوا لاسباب عديدة اشدها الإهمال والتجويع والتهديد.
والذين لم تات ساعة الأجل ماتوا قهرا وكمدا وخوفا وهم يسيرون على الارض.
خسارتنا في عشرة أعوام في التعليم والتعليم الجامعي لا تعوض . وهي خسارة لا تعوض حقا عندما ترى كيف تغير الهيكل الإداري وكيف اصبحت المراتب الاكاديمية مشاعا لاسر بعينها وحكراً لسلالة. كنا بلا بحوث وأصبحت الجامعة فقاسة للفكر الطائفي وللعبودية الفكرية وتمجيد الخرافة.
الاغتيال الحقيقي للعلماء يجري هناك في صنعاء وفي مدن يمنية اخرى.
من صفحة الكاتب مصطفى ناجي على موقع إكس