آخر تحديث :الجمعة-18 أكتوبر 2024-02:01ص

يباركون كل شيء يأتي من عمان ويتناولون الاخبار السيئة بملاعق من ذهب

الأحد - 07 يوليه 2024 - الساعة 11:49 م

مصطفى ناجي
بقلم: مصطفى ناجي
- ارشيف الكاتب


‏انتهت جولة مسقط من المشاورات او المفاوضات حول ملف الاسرى دون جديد ذي اهمية.

‏هذا الملف عالق منذ ثلاثة اعوام على الاقل. والانفراجات الجانبية التي حدثت كانت في الغالب خارج جهود مكتب المبعوث وخارج القوائم الرسمية. حتى مقدار التقدم المحرز اثر تبادل قرابة الف اسير - وهو تقدم مهم من ناحية إنسانية - كان لامتصاص اي ضغوط خارجية واستخدام ملف الاسرى لكبح استحقاقات السلام والذهاب إلى خطوات جديدة .
‏وفق هذا الإيقاع نحتاج إلى هدنة من عشر سنوات حتى نصل إلى التفاوض في الجانب السياسي. سيكون اليمن قد انتهى اقتصاديا وتحللت القوى السياسية وتحولت الميليشيات إلى غول بادوار اقليمية ودولية خصوصا الحوثي.

‏هذه الجولة تبدو في ظاهرها انفراجة سيفرح كثيرا لها الوسطاء وستتجمل بها صورة كل من أمريكا والسعودية وسلطنة عمان. انصار عمان اليمنيون يباركون كل شيء يأتي من السلطنة ويتناولون الاخبار السيئة بملاعق من ذهب.

‏لكنها طبقة جديدة من المراوحة وهي، إذا حاولنا مخاتلة كلمة فشل، فإننا سنقول انها تسويف ماهر من كل الأطراف.

‏ما يزال مصير السياسي محمد قحطان مجهولاً. بل تضاعف العبء النفسي على اسرته واهله وحزبه. الاف الاشخاص تطول معاناتهم في المعتقلات وفي الاسر. بالمعنى الوطني والأخوي والإنساني هذا واقع مخزي جدا جدا.

‏قبل ان تبدأ المفاوضات كان تشكيل الفريق مثار جدل. وهذا يؤثر على صورة الفريق وأدائه ويضاعف الضغط النفسي. قبل تشكيل الفريق ينبغي تفهم الحساسيات العامة إلى جانب التفكير بتكوين فريق محترف متماسك نفسيا موحد الوجهة والاتجاه.

‏واسوأ ما في هذه الجولة هو حدوث تصدع كبير في العلاقة بين الحكومة الشرعية وحزب الإصلاح. وتراجع رصيد الوفد المفاوض وتآكل صورته الاحترافية. نقطة الضعف الظاهرة في هذا الوفد في التواصل الإعلامي واستخفاف الرد والتسرع في خوض مهاترات واللجوء إلى تويتر للدفاع عن الذات. 

‏يمكن الجزم بانه ما كان هذا التصدع ليحدث لولا ضغوط دول الاقليم خصوصا السعودية على الشرعية.

‏سيكون على الشرعية مهمة اعادة ترميم فريقها المفاوض وربما تجديد الطاقم او بعضه.

‏سيتوجب عليها في الجولات القادمة قبل الذهاب خوض حوار داخلي بين اطرافها لتفادي هذا الاهتزاز.

‏عموما بهذه النتيجة امتصت الشرعية ضغوط السعودية واعطت الوسطاء رصيداً وهمياً من النجاح. وعليها بتفاهمات داخلية امتصاص التصدع في علاقتها بالإصلاح وترميم صورة الفريق التفاوضي.

‏بالمقابل هناك تحول مهم وهو عودة الحجاج العالقين. واذا عادت حركة الطيران وانتهت قرصنة الحوثي على الطائرات  فانها هذه واقعة مذلة للحوثي مهما تعالت فرقعات تهديداته.
‏من حساب الكاتب مصطفى ناجي على موقع إكس