آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-10:03م

المؤتمر الشعبي العام .. 42 عامًا من الوفاء والتضحية من أجل الوطن أرضًا وشعبًا

السبت - 24 أغسطس 2024 - الساعة 01:14 ص

نزار الخالد
بقلم: نزار الخالد
- ارشيف الكاتب


في الذكرى الـ42 لتأسيس الحزب الرائد المؤتمر الشعبي العام لايسعني إلا أن أترحم على مؤسس الحزب وربان سفينته شهيد الوطن الزعيم القائد علي عبدالله صالح ورفيق دربه الأمين الوفي عارف عوض الزوكا العولقي وكل الشهداء الاحرار رحمهم الله جميعاً ، ونسال الله الفرج والنصر لليمن أرضا وانسانا .

وكما أود أن أهنئ جميع المشاركين والمشاركات في المؤتمر الشعبي العام على مرور الذكرى الثانية والأربعين لتأسيس حزبهم العريق في 24 أغسطس 1982م على امتداد الوطن اليمني.

تم تأسيس المؤتمر كحزب جامع وشامل لكل القوى الوطنية في 24 أغسطس 1982، وكانت هذه الخطوة امتدادًا طبيعيًا للحركة الوطنية اليمنية.

حزب المؤتمر الشعبي العام تنظيم شعبي يمني، ويؤمن بفكره وروحه اليمنية الأصيلة دون تدخلات خارجية.. وينبع موقف المؤتمر من مبادئ وطنية تهدف إلى تعزيز الولاء الوطني وتعزيز وحدة الشعب وتماسكه.

وعلى مدى ثلاثة عقود ، فترة حكمه وإدارته لشؤون الدولة، شهد اليمن تغييرًا واضحًا وكبيرًا في جميع جوانب الحياة سواءً السياسية والاجتماعية والاقتصادية، واثبت نجاحه في إدارة وبناء وتنمية ونهضة اليمن.

و هذه الأيام، تحل علينا الذكرى السنوية الـ 42 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام ، ولكن هذه المناسبة ليست مجرد فرصة للاستعراض والتباهي بالإنجازات التي حققها المؤتمر خلال فترة حكمه، فإنجازاته معروفة ومعترف بها، بل الهدف من هذه المناسبة هو تذكير الجميع بالمبادئ والقيم التي تأسس منها المؤتمر، والتي تعتبر أساساً لبناء وطن يجمع جميع أبنائه تحت راية واحدة.

هذه الذكرى تعتبر تقليدًا سنويًا لكل مؤتمري ومؤتمرية ولكل أنصار وحلفاء المؤتمر ولغالبية أبناء الشعب اليمني، الذين يرون في المؤتمر تنظيمًا يُعبّر عن واحدية الإنسان اليمني وقدرته على تحقيق آماله.

هذه المناسبة ليست مجرد مناسبة احتفالية، بل هي فرصة لإعادة النظر في مسار هذا التنظيم الوطني اليمني الرائد.

يجب علينا أن نسترجع ذكريات تلك الفترة التي تميزت بالنجاحات والإنجازات، بالإضافة إلى التحديات والصعوبات التي تم التغلب عليها.

من الضروري أن ندرك أن الإيجابيات والسلبيات التي شهدتها تجربة المؤتمر الشعبي العام كانت نتيجة لتأثيرات داخلية وخارجية، ولأحداث متنوعة تميزت بها الفترة التي مرت بها اليمن.

كما يجب أن نستفيد من تلك الخبرات لتجاوز التحديات الراهنة التي تواجه اليمن وشعبه. نحن بحاجة إلى تعزيز وحدتنا وتضامننا لإدارة التباينات والخلافات بما يخدم مصلحة الوطن والأجيال القادمة. على جميع القوى السياسية في اليمن أن تدرك أن مستقبل البلاد مرهون بوحدة الصف لمواجهة التحديات والأخطار المحدقة بالوطن.

ونحن نحتفل بالذكرى الثانية والأربعين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، نؤكد على أهمية الشراكة الوطنية التي يتمتع بها هذا التنظيم، والعمل من أجل المصلحة الوطنية وتجاوز المصالح الشخصية والحزبية.

يجب التأكيد اليوم أن المؤتمر الشعبي العام يظل في طليعة الدفاع عن الوطن ويساهم في تعزيز الأدوار الوطنية والتضحيات التي يقدمها الشعب اليمني في مواجهة المشاريع السلالية و الطائفية و التبعية للخارج.

تأكيدًا على التزام المؤتمر بالوحدة الوطنية والمبادئ الديمقراطية والتضحيات التي قدمها في سبيل مواجهة الظلم والتحرر، يجب الإشادة بصمود المؤتمريين والمؤتمريات وتضحياتهم في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ اليمن.

كما يجب الاعتراف بأن المؤتمر الشعبي العام كان البوصلة التي قادت اليمن نحو الوحدة بعد تأسيسه، وهو التنظيم الذي لا يعاني من الانحياز المناطقي أو الديني او السلالي او الطائفي.

نحن ملتزمون بمواجهة أي مؤامرات تستهدف وحدتنا التنظيمية وندعم جهود التسوية السياسية التي تقود إلى تحقيق سلام شامل في اليمن.

يجب علينا جميعًا العمل من أجل تحقيق مستقبل مشرق لليمن قائم على الشراكة والتعايش والتسامح والعدالة والحرية.

ويجب تذكير الجميع بالمبادئ والقيم التي أسست عليها المؤتمر، والتي تعتبر أساساً لبناء وطن يجمع جميع أبنائه تحت راية واحدة.

تلك المبادئ العظيمة التي استند إليها المؤتمر خلال فترة حكمه هي الأسس التي يجب أن لا يتخلي عنها أحد، بغض النظر عن الظروف التي تواجهها البلاد.

إنها الخيار الأمثل لتجاوز الصعوبات والتحديات التي تواجه الوطن، والحل الأمثل للخروج من الأزمات التي عصفت بالبلاد والشعب خلال السنوات الاثني عشرة الماضية.

علينا جميعاً العودة إلى "الميثاق الوطني" فهو وثيقة دستورية وطنية جامعة، بالتمسك بمبادئه وقيمه، وهذا هو الطريق الوحيد لإنهاء الوضع الحالي في البلاد وإنهاء معاناة الشعب. يجب علينا التخلي عن المشاريع الصغيرة والتركيز على مصلحة الوطن والشعب بشكل عام.

الحل الحقيقي يكمن في الحوار الوطني الجاد، ووضع الحلول التي تحقق الوحدة الوطنية وتضمن حياة أمنة ومستقرة للشعب، ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وأن نعمل معاً من أجل بناء وطن ديمقراطي شوروي.

لننظر إلى "الميثاق الوطني" كدليل يقودنا نحو السلام والاستقرار، ونتجاوز العصبية والانقسامات التي تعيق تقدمنا، إنه وثيقة تحتوي على الحلول والمعالجات التي نحتاجها اليوم لتجاوز التحديات التي نواجهها.

ولا يمكننا نسيان القضية الفلسطينية في وقت تعاني فيه فلسطين من جرائم الاحتلال الصهيوني. يجب علينا أن نظل ملتزمين بدعم حقوق الشعب الفلسطيني، وأن نظل أقوياء في موقفنا تجاه هذه القضية المركزية.

إن الحل يكمن في الحوار الوطني والتعاون المشترك، وهذا هو السبيل الوحيد لتحقيق تقدم حقيقي والخروج من الأزمات التي نعاني منها.

يجب على الأطراف السياسية القيام بمراجعة شاملة للسنوات السابقة، والعودة إلى القيم الوطنية والمبادئ التي أكد عليها المؤتمر.

يجب التركيز على الحوار كوسيلة للخروج من الصراعات الدامية التي أثرت سلبا على الحياة اليمنية، وأدت إلى الفقر والشتات. الجميع مسؤول عن إنقاذ اليمن من الوضع الحالي، ويجب أن يتم ذلك من خلال حوار مسؤول ووضع حلول لكل القضايا الوطنية المهمة.

في النهاية، نجدد التزامنا بالمبادئ والقيم الوطنية ونوجّه التحية لجميع أعضاء المؤتمر الشعبي العام الذين واجهوا الصعاب و التحديات التي يمر بها الوطن.

يجب أن نستمر في التماسك والوحدة لنحافظ على قوتنا وتماسكنا كمؤسسة صعبة التجاوز.