آخر تحديث :الإثنين-25 نوفمبر 2024-10:00ص

الرسية.. بين الأمس واليوم وما بينهما!

الجمعة - 13 سبتمبر 2024 - الساعة 12:45 ص

عبدالوهاب طواف
بقلم: عبدالوهاب طواف
- ارشيف الكاتب


ما تقترفه السلالة الرسية اليوم بحق اليمنيين من جرائم وإفقار وتجويع وتجهيل وتحقير واستحقار وسحق ونهب وسلب وتخويف وتطييف وسخرية من هويتهم، لا أرى فيه إلا مسامير صلبة في نعش النسخة السلالية الزيدية الأخيرة في اليمن.
أرى أن ذلك العبث الممنهج ضد اليمنيين ما هو إلا بداية النهاية لمسيرة فاجرة بدأت في اليمن بمقدم يحيى الرسي عام 284 هجرية، وستنتهي بعون الله في قادم الأيام بصحوة يمانية تقتلع موروث أسود؛ لوث وسمم الحياة اليمنية.
عندما سقطت نسخة آل حميد الدين الرسية في سبتمبر 1962، ظلت جذورها قائمة وسليمة لم تُنزع ولم تُمس، وظلت فقاستها الزيدية حية ترزق. ولذا ما أن استقرت الدولة وبدأت عجلة التعمير والبناء تدور في اليمن، حتى عادت تلك الجذور للنمو من جديد، والفقاسة الزيدية للإنتاج، مستغلة التعددية الحزبية، وطيبة اليمنيين، وصراعات الأحزاب السياسية على السلطة، وأُمية معظم قيادات الدولة بكارثية الإمامة، وسذاجة ولامبالاة الجيل الثاني لثوار وأبطال عام 1962م، وأبناء الصف الأول لقيادات البلاد.
ذلك الجيل الذي ولد على خير عظيم، وسلطة بلا تعب، ومال وفير بلا كد أو سهر، ولم يكن لديهم تحصين كامل من سموم السلالية ومخاطر الإمامة. فكانت صراعاتهم وممارساتهم سببا إضافيا بل ومهما لسقوط الدولة.
تمكن الجيل السلالي الجديد الناعم من تسديد الضربات المتتالية إلى جذور الجمهورية انطلاقا من مؤسساتها ومكاتب صفها الأول، ومن مقايل شيوخها وأبناء قيادات الدولة، فتمكنوا بعملية مدروسة وبطيئة وناعمة من تعرية جذور الدولة وإضعافها، لمصلحة الإمامة الرسية وميليشياتها الفارسية.
ساعدهم في تحقيق نجاحات مهمة، تعدد وتعقد صراعات اليمنيين البينية على السلطة التي انفجرت في 2011. وهي نفس الصراعات التي سمحت للرسي الأول للقدوم إلى صعدة، والتغلغل بينهم بجلباب الواعظين، حتى تمكنه من الوصول إلى رقابهم، فخلع ذلك الجلباب، ولبس جلباب الهاشمية، فبتر الأيدي التي استقبلته وسلمت عليه، وجز الرقاب التي استضافته ورحبت به، وسمم الآبار التي سقته وغسلته، ودمر البيوت التي آوته وعزته، وكل تلك الجرائم تمت تحت رأية ما سُمي براية آل البيت وآل محمد، وتحت شعار حب النبي وآله.
ونفس الحال تكرر مع اليمنيين في 2014، فبعد تمكن الرسية الجديدة من رقاب اليمنيين، نحروا الجميع، ونهبوا الجميع، ودفعوا باليمن واليمنيين إلى فوهة بركان، ينفث الأدخنة السوداء والخضراء.
لولا أنني حاضر وشاهد لهذه المرحلة السوداء في اليمن لما صدقت ما يمارسونه ضد اليمنيين من تلويث لهويتهم وتحريف لدينهم، وتزييف لتاريخهم، ولكن يبقى الألم الأشد هو مشاهدة قيادات يمنية وأبناء شيوخ كانوا في مقدمة صفوف الدولة الأولى، قد تقطرنوا وتحولوا إلى عُكف رخيصة على أبواب السلالة.
على كل، سبتمبر شمس اليمنيين، وقبلتهم، ومن تنشق هواء ذلك اليوم المجيد لن تقبل رئته روائح العنصرية الرسية، وسموم أدخنتهم الزيدية.