قرأت قبل قليل هذا الخبر " أُعلن اليوم في مدينة مأرب عن إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية، بهدف الإعلاء من قيمة الإنسان في مواجهة الفكر الكهنوتي والعنصري السلالي، الذي يتنافى مع العقل والقانون والشريعة".
لا أعرف القائمين على هذا العمل التنويري القادم، ولكن ما أفرحني هو الحراك الثقافي والعلمي القادم من المحافظات البعيدة عن العاصمة صنعاء، الذي يستهدف تحرير الإنسان اليمني من حمم التجهيل التي نفثتها السلالية الرسية خلال السنوات القليلة الماضية.
منذ سقوط الدولة في 2014، تأسست في اليمن الكثير من المراكز الثقافية والتوعوية؛ التي تستهدف إيقاظ العقل اليمني من سباته، والذي ظل أسيرا لطاعون الزيدية الرسية فترات طويلة من الزمن.
في العادة، كانت صنعاء هي مركز الإشعاع التنويري الأول والأهم في اليمن، الذي كان يستهدف بنوره جميع الأرياف والمحافظات البعيدة عن العاصمة ومركز الدولة.
اليوم وفي ظل سيطرة الإمامة الماضوية على صنعاء، تبدل الأمر، فصارت الأرياف هي من تسعى لتحرير العاصمة.. تلك العاصمة التي باتت اليوم تحتضن ندوات فكرية تُناقش فيها مواضيع في غاية الأهمية، كموضوع الروائح الإيمانية لأزغان ( إباط) السيد بدر الدجى، والعمق الاستراتيجي في فكر الأشتر النخعي، وسر ضحكة السيد الكاظم في ليلة مظلمة!
يكفينا من جائحة الرسية الزيدية الحديثة، أنها دفعت بالمواطن اليمني للعودة إلى قراءة تاريخه المطمور بخزعبلات الزيدية والسلالية الفارسية، والمحرف بعقائد سوداء كثيرة، تسربت إلى نفائس اليمن الثمينة باسم الإسلام.
تحياتي للقائمين على كل مركز يسعى لتحرير العقل اليمني من سلاسل التخلف السلالي، ومن قيود الوعاظ والتيارات الدينية المُسيسة.
غدا تشرق شمس اليمن الجديد.