آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-05:43م

العكفي الجديد!

الخميس - 19 سبتمبر 2024 - الساعة 12:12 ص

عبدالوهاب طواف
بقلم: عبدالوهاب طواف
- ارشيف الكاتب


لو ركزت الدولة الوليدة بعد ثورة سبتمبر 1962 على تعزيز الهوية الوطنية في اليمن، وعلى توحيد التعليم، ورفع وعي الناس بالولاء الوطني، وترسيخ قدسية ثورة وثوار سبتمبر، والعمل على نشر المدارس والتعليم الحديث إلى كل مناطق البلاد، لكانت جذور الإمامة انتهت.
تمت إزاحة أسرة آل حميد الدين في سبتمبر 1962، ولكن تُرك مشروعهم الزيدي السلالي حي يرزق، ليتمدد لاحقًا انطلاقًا من صفوف الدولة ومن أروقة مؤسساتها عن طريق الجيل السلالي الجديد، لينتج لنا اليوم ثمرة أكثر سُمية اسمها بدر الدين.
لو ركزت الدولة على ترسيخ الثقافة الوطنية لما كنا شهدنا اليوم زمنا أغبر نرى فيه قيادات يمنية كانت محتلة مناصب مهمة في صفوف الدولة الأولى، قبل أن يتحولوا إلى أدوات رخيصة لمشروع الإمامة، وإلى مجرد عُكف جدد بربطات عنق أنيقة.
لو اهتمت الدولة قبل 2011 بتحصين الأجيال من سموم الإمامة الرسية؛ بتعليمهم فضائل منجزات ال 26 من سبتمبر، ما كنا رأينا اليوم بعض أبناء وأحفاد مناضلين ال 26 قد تحولوا إلى عُكف جدد تحت أقدام بقايا الإمامة.
أكبر الكبائر أن يتم تعيين شخص في جهاز من أجهزة الدولة اليمنية وهو جاهل بتاريخ الإمامة، وأمي المعرفة بمخاطر وسموم وشرور الزيدية.
مثال على ذلك:
لو قرأ المسؤول عن إدارة طيران اليمنية عن جرائم أسبوع واحد فقط من تاريخ السلالة الرسية المظلم في اليمن، ما كان ليسمح بتواجد أربع طائرات في لحظة واحدة في مطار يرزح تحت سيطرة تلك العمائم السوداء.
وما أكثر الجهلاء والأميين والمحايدين اليوم في أجهزة الدولة!
مشكلتنا تكمن في جهل كثيرنا بماضي الإمامة الملطخ بالآلام في بلادنا.
ضعفنا يأتي من أُمية كثيرا من ساسة اليمن ومثقفيه بتاريخ حضارتهم اليمانية العظيمة.
طابور طويل من قيادات يحتلون مناصب مهمة في الدولة اليمنية، همهم الأول والأوسط والأخير البقاء في المنصب، أو الذهاب إلى منصب آخر إن طرد من الأول، غير معني بالقضية الوطنية، وغير مهتم بالإسهام في تحرير اليمن من المشروع السلالي المميت.
هزائمنا تأتي من جبهات سلبية، وحياد طابور طويل من شخصيات هامشية تسلموا في يوم أسود مفاصل مهمة في الدولة، وفرطوا بها، بينما خصوم اليمنيين السلاليين يرضعون أطفالهم ليل نهار مع حليب أمهاتهم سموم عقائدهم العنصرية، وخزعبلاتهم المذهبية الماضوية، التي ترسخ في أذهانهم علو شأنهم وقدسية أقدامهم وصفاء عرقهم على اليمنيين.