آخر تحديث :الجمعة-20 سبتمبر 2024-01:20ص

آل البيت وآل الشيخ: مقارنة صادمة!

الجمعة - 20 سبتمبر 2024 - الساعة 12:29 ص

عبدالوهاب طواف
بقلم: عبدالوهاب طواف
- ارشيف الكاتب


رزق الله سكان الحجاز ونجد بآل سعود، فحولوا تلك الصحراء إلى جنِان، وإلى وجهة مرغوبة ومطلوبة للعابد والزاهد والسياسي، ورجل الأعمال، والسائح، والطالب، والعامل.
الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود، نجح بتخليص بلاده من مخالب عبدة القبور وكهنة الأوثان، وأنقذ قبائلها ونهض بهم.
شخص واحد أنقذ أمة.
شاب واحد اسمه محمد بن سلمان آل سعود، نجح بالقفز ببلاده مئة عام إلى المستقبل. تحولت المملكة في عهده إلى ورشة عمل شاملة، جذبت أنظار العالم، وجذب لشعبه التطور والرخاء والتحديث والتعليم والرفاه والعيش الكريم.
فرد واحد نهض بأمة.
فرد من آل الشيخ، اسمه تركي آل الشيخ، أحد مساعدي الأمير محمد بن سلمان، تمكن من تحويل المملكة إلى مركز عالمي للأنشطة الترفيهية والسياحية والرياضية والفنية.
فرد واحد رسم البسمة على فضاء المملكة.
كما وهب الله آل نهيان وآل مكتوم للإمارات، وآل بو سعيد لعُمان، وآل ثاني لقطر، وآل صباح للكويت، وآل خليفة للبحرين.
وماذا عن اليمن؟
نعم في اليمن آل، ولكنه آل مختلف عن كل آل دول الخليج، فهناك آل البيت، وما أدراك ماذا يعني هذا المسمى الرنان، إنه ثقب أسود، يبتلع كل جميل!
أُسر تواردت إلى اليمن السعيد من بلاد فارس والحجاز في فترات زمنية متعاقبة، مدعية انتسابها إلى النبي، مطلقين على أنفسهم آل بيت رسول الله.
كبيرهم يحيى حسين الرسي آل البيت، هرب إلى اليمن، فتمكن بمساعدة الفرس في عدة سنوات من إشعال الحرائق في معظم مناطق شمال اليمن. وتمكن ببراعة ضبع من تحويل ذلك البلد السعيد إلى بلد حزين.
مات وترك خلفه مئات المقابر المزدحمة بضحايا حروبه الزيدية السوداء من اليمنيين.
رسي زيدي واحد أطاح ببلاد، كانت تُسمى قبل مقدمه باليمن السعيد.
الآل في دول الخليج زرعوا الأرض وعمروها، وأسعدوا شعوبهم، بينما الآل في اليمن لغموا الأرض ودمروا العمران، وشردوا أهلها.
آل البيت دفعوا باليمن واليمنيين إلى مستنقعات الفوضى والتطرف والعنصرية والفقر والجهل.
آل البيت أعادوا هندسة الدين الإسلامي وحولوه من دين سلام عالمي إلى شركة ربحية صغيرة؛ تدر لهم الذهب وتمنحهم القداسة وتخصهم بالسيادة.
آل البيت حولوا النبي محمد من نبي للعالمين إلى شيخ قبيلة ورّث لهم الدين والدنيا دون الناس.
عبدالملك بدر الدين آل البيت، تمكن في عشر سنوات فقط من العودة باليمن إلى عصر جده يحيى حميد الدين آل البيت.
نهش أجساد الملايين من اليمنيين ونهب ممتلكاتهم، وحول كبار اليمن وشوامخه إلى مجرد أشباح؛ يُسحبون إلى الساحات والأحراش، للزحف والصراخ والزوملة.
فرد واحد، دمر أمة، ونهب دولة، وأفقر شعب.
آل يبنون ناطحات سحاب هناك، بينما آل آخرون يزرعون الألغام هنا.
فرد ينهض بأمة هناك وآخر يهوي بأمة هنا.
هناك فرق بين آل استندوا على الماضي للنهوض بحاضر بلادهم ، وبين آل استدعوا صراعات الماضي من أطراف الكوفة وبلاد فارس لتدمير حاضر ومستقبل بلاد اليمن التي آوتهم.
هناك فرق بين الآل في الخليج والآل في اليمن.
من يأخذ جميع أفراد آل البيت من اليمن ويعطينا بدلا عنهم تركي آل الشيخ؟
حتى دون مقابل، موافقون!
بالتأكيد لن نجد أحدا يقبل بهذا العرض الخاسر، فهناك فرق بين من يبني وبين من يدمر!