آخر تحديث :الإثنين-07 أكتوبر 2024-02:16ص

حديث من كوالالمبور

الإثنين - 07 أكتوبر 2024 - الساعة 01:37 ص

عبدالوهاب طواف
بقلم: عبدالوهاب طواف
- ارشيف الكاتب


كنت في زيارة سريعة لعدة أيام في كوالالمبور. سُعدت خلالها بلقاء عدد من اليمنيين؛ الذين وجدوا أنفسهم بعيدًا عن أهلهم ووطنهم، بفعل عاصفة الرسيين الزيدية، التي دفعت باليمن واليمنيين إلى شتات لا يرحم.

ماليزيا هي محطة آمنة ودافئة وودودة لليمنيين، وفيها جالية كبيرة.

بلد طيب وأهلها أطيب.

تحدثت مع من سنحت لي الفرصة والشرف بقاءه، وكان المحور هو اليمن ومستقبله المجهول.

كلام كثير؛ مجمله يصف معاناة التشرد، والشوق إلى الأهل، والحسرة على بلد؛ يغرق يومًا بعد آخر، في مستنقع تطرف طائفي وغلو مذهبي فضيع.

ما يُسر الخاطر؛ أني وجدت صحوة لدى الجميع، صحوة تختلف عن تلك الصحوات المذهبية؛ التي عرفناها في السابق، واستنشقنا أدخنتها.

صحوة بإتجاه حب اليمن الكبير، وتقديس الدولة، بعد أن أدرك الجميع أن لا نجاة ولا منجاة إلا بعودة الدولة، وبقوة حضورها، وبعدالة عملها.

من تحدثت معهم، وجدتهم قد غادروا خنادق الحزبية، وتحرروا من أغلال المذهبية، وتخلصوا من شوائب المناطقية، وباتوا جميعًا يتطلعون لعودة الدولة، للتحلق حولها، بعيدًا عن تلك التخندقات المدمرة.

من الواجب على قيادة المجلس الرئاسي والحكومة البحث عن، والتواصل مع قيادات الدولة السابقين، ونُخب اليمن من جميع المهن والتخصصات، الذين وجدوا أنفسهم خارج اليمن، وبعيدًا عن تموضعات الحزب والمذهب والمنطقة، فهم ذخيرة اليمن، ووقود محركه، إضافة إلى من في الداخل.

لا يجب التركيز والاهتمام فقط والانشغال بعدد بسيط ممن يترددون على مناصب ومكاتب ومقار قيادات الدولة في عدن. فاليمن والشرعية سفينة النجاة لجميع اليمنيين، وحمولتها أكبر وأوسع ممن يسعون إلى الاستئثار بها، والاستحواذ بكل مغانمها، دون الاِسهام بجزء من مغارمها.

الكل يعلم أننا دخلنا مرحلة الخلاص من قبضة بنادق آل البيت الطائفية، ومشروع ولاية الفقيه الهاشمي، ولذا؛ نتمنى أن تكون خطط المجلس الرئاسي القادمة لاختيار قيادات الدولة مبنية على أسس بعيدًا عن الخوازيق الثلاثة( الحزب، المذهب، المنطقة).

تلك الخوازيق التي أودت بالدولة، وحالت دون عودتها، لنبحر بأمان نحو وطن؛ يستظل بظله كل أبناء اليمن الكبير.

نسأل الله صلاح حال الجميع.