آخر تحديث :الثلاثاء-15 أكتوبر 2024-01:29ص

ثورتان مهمتان سابقًا و لاحقًا وواحدية المصير واستقلال اليمن

الثلاثاء - 15 أكتوبر 2024 - الساعة 01:00 ص

نزار الخالد
بقلم: نزار الخالد
- ارشيف الكاتب


تأتي الذكرى الـ 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة يوم دحرنا الاستعمار بعد عام من التحرر من الاستعباد الكهنوتي الإمامي البغيض في 26 سبتمبر 1962م. هذه الثورة التي تدرّب ابنائها من الفدائيين بتعز في قصر صالة، و فتحت المعسكرات لاستقبال المتطوعين، وطوعت وسائل الإعلام لخدمة أبطال ثورة 14 أكتوبر.


فكانت إذاعة تعز "صوت الثورة" ضد الاستعمال و مكتب الاعلام لإنشاء و طباعة المنشورات التي توزّع ضد الاستعمار البريطاني في عدن، وكان المرحوم المناضل محمد عبده سلام الشرجبي مسؤول عنها. و من محافظتي إب و البيضاء كان ينطلق الثوار و يتم دعمهم بالسلاح و المال. وما زالت كلمات الشهيد علي عنتر ترن في أذني وهو يتغنى عن واحدية الثورة شمالًا و جنوبًا، و دور ابناء المحافظات الشرقية و الجنوبية في اقتلاع الإمامة من جذورها، و دور ابناء تعز و ابناء إب و البيضاء و صنعاء في رفد الثورة ضد الاحتلال البريطاني و انتزاع الاستقلال.


لقد شهدنا ثورتين مهمتين في تاريخنا، الأولى كانت في 26 سبتمبر، حيث قام الشعب بثورة ضد النظام الإمامي، وقد احتفلنا بذكرى هذه الثورة. ومع ذلك، اليوم يدير أحفاد الإمام السلطة ويسيطرون على حياة الناس.

أما الثورة الثانية فقد وقعت في 14 أكتوبر وكانت ضد المستعمر الأجنبي، وقد نحتفل بها أيضًا. لكن اليوم، الوطن بات تحت سيطرة عدد من الدولو التي تتدخل في شؤون البلاد.


و تشاء الأقدار لتعود الظروف متشابهة كما كانت قبل 62 عامًا، و يتوحد الشعب قلبًا و جسدًا، و رؤية، ووطنية بالكفاح ضد الكهنوت الجديد "الحوثي" ، و الاستعمار المبطن إيران، فتجسدت بكل فخر و اعتزاز معاني واحدية الثورة و المصير في شمال و جنوب و شرق و غرب الوطن ضد أذناب إيران و عملائهم.


اليوم، المقاومة اليمنية الوطنية تعمل ضد المشروع الايراني في اليمن، ابناء كل محافظات اليمن من المهرة حتى صعدة، و من عدن حتى صنعا، و من مارب حتى الحديدة، وكل واحد بحسب إمكانياته و اقترب توحيد الصفوف بثورة واحدة ضد أذرع ايران الخبيثة، ورفع يد الدول المعروفة بتدخلها السافر في اليمن.


اليوم، تعيش اليمن نفس الظروف التي كانت في البارحة، مع اختلاف أن بالأمس كان كيانين مختلفين منتشرين في الجسد الواحد، و لكل واحد أمراضه، أما اليوم فيوجد كيانين غير مختلفين في الجسد الواحد و ثورة واحدة بدل ثورتين لانتزاع هذا المرض الخبيث من الجسد اليمني.


حقيقة أننا نختلف في كل شيء غير اليمن نتفق حوله، وفي هذه الظروف القاسية و العصيبة أثبتت الأيام أن واحدية الثورة قديمًا و حديثًا و مستقبىلًا، وواحدية المصير لابناء الوطن و استقلال و مستقبل اليمن.