آخر تحديث :الثلاثاء-15 أكتوبر 2024-01:29ص

ثورة 14 أكتوبر وهؤلاء

الثلاثاء - 15 أكتوبر 2024 - الساعة 01:14 ص

مصطفى ناجي
بقلم: مصطفى ناجي
- ارشيف الكاتب


‏ثورة 14 أكتوبر ليست كغيرها من الثورات ولا يصلح للمستعجلين ان يقيموها او يتخذوا منها موقفا مؤيدا او معارضا.

هولاء قبة ميزانهم مائلة إلى مزاج ضيق وأناني وهلوع.

لا يقدّرون فكرة الاستقلال لأن عجزهم عن استعاب المِلكية والحق تدفعهم إلى مقارنات غير منطقية وعرجاء وبنصف حقائق.


مثلا يقولون: لو كانت بريطانيا ما تزال "تحتلنا" - ونضع تحتلنا بين مزدوجتين- لكانت معيشتنا افضل. دعونا من استسهالهم للاحتلال وانهم يقايضون الحق بالمعيشة وانظر وا في المغالطة التاريخية الكبيرة.

هل كان وضع مناطق الجنوب والشرق بنفس مستوى عدن الإنجليزية حتى يكون لهذا التمني استقامة قول؟

بالطبع لا.


هؤلاء لا يدركون ما معنى ان يأت احدهم ويأخذ حقك وينهب ارضك ثم يقنن لك ما تملك ومتى تعمل واين تعمل. ولأنه غاضب مقتدر يمتلك قدرات مادية وتقنية هائلة فانه يستغل ثرواتك وموقع ارضك ويمنحك الفتات وانت شكور.

حقيقة لا يقول بمثل تلك الأقوال إلا من لم تعنيه الارض وليست له.


كانت بريطانيا في عدن فهل لدينا علم كيف كانت تدار الثروة في عدن وكيف يتم مقاسمتها بين الإنجليز وابناء عدن. ولم نقول ابن جنوب اليمن بكله بل ابناء عدن.


نعم كانت هناك بنوك وشركات طيران ومخازن نفط ووقود ولكن من كانوا ملاكها. كان الثري الاول في عدن فرنسي الجنسية.

وبرجوازية عدن هي كوادر تعمل موظفة .


الحقيقة ان الوضع الاجتماعي في المحميات كان لا انسانيا بالمعنى الحرفي لانه يقترب إلى شكل من اشكال القنانة في مناطق كثيرة .


لا مجال للحديث عن مستويات اخرى من الحياة خصوصا مساءل التعليم والطبابة والطرق ومياه الشرب. فهذه كارثية ولا تختلف عن مناطق الشمال والوسط في العهد الأمامي.

لكن الأوضاع الاجتماعية هي التي يجب ان ينظر اليها اولا قبل الحديث عن دورات العنف التي تلت مرحلة الاستقلال

لان العنف الذي ظهر لم يكن لدوافع وأيديولوجيا تجريدية كما قد يفهم البعض او مناطقية أشعلها ابناء الشمال كما يكذب البعض، بل له جذور اجتماعية واقتصادية.


قليلة هي النقاشات الجادة حول التراتبية الاجتماعي التي كانت في عهد الاحتلال وتوزيع الارض والثروة في مناطق الجنوب والشرق اليمني.

وهذه نقطة ان اتضحت فانها ستضع ثورة اكتوبر في مكانها الصحيح.


هناك مغالطة اخرى اكثر سذاجة وهي ان بريطانيا كانت عازمة على الخروج طواعية ان الثوار والفدائيين كانوا بلا بصيرة. لكن قائل هذه المقولة يتجاهل عمدا حقيقة الاحتلال ويصر على انه فرد ببعد واحد ولا ذاكرة إذا يغفل عن كيف بدأ الاحتلال قبل اكثر من قرن من الاستقلال. ثورة اكتوبر هي رد الاعتبار الرمزي لاكثر طرق الاحتلال نذالة وغدرا ومكيدة.


اكتوبر مجيد


من صفحة الكاتب مصطفى ناجي على موقع إكس