شكاوي الناس ... لعل من أكبر حسنات "مسيرة اليوم الخجولة بتعز " أنها أسقطت الأقنعة و أزالت الأوهام، وأثبت أنه لا جدوى من التغيير الفوقي ، ولا أمل في قيادات الأحزاب المهووسين بالسلطة علي حساب التفريط في المصلحة الوطنية.
لكن قدر الشباب والمخلصين من النخب السياسية ( الان وليس بعد قليل ) أن يبتكروا طريقة جديدة في التغيير تستغني عن الزعامات ، و الأحزاب و تستعصي عن الإجهاض والاحتواء و الانحراف و الاختطاف ، تغييرآ يبدأ ولكن لا ينتهي بانتزاع الحرية، تغييرآ شعبيآ سلميآ وطنيآ حتى النهضة وليس مجرد تغيير حكام وإحداث إصلاحات شكلية،.
صحيح أن الاستبداد ،والفساد لم يبق للمواطن الحافز والفرصة للانخراط في الشأن العام وأضعف لديه الحس الوطني وأشغله بنفسه وألهاه بشتى الوسائل، فتوارثت الأجيال الاستقالة من الشأن العام والميل إلى الخلاص الفردي، ولكن النهوض بالوطن يقتضي التخلص من تلك العقليات والسلوكيات وتحفيز الأفراد لتغيير ما بأنفسهم وأوضاعهم فتنشأ علاقة تفاعلية بين صلاح الناس وصلاح الأوضاع تفضي إلى نهضة مستدامة للوطن .
على الشباب والنخب (المنتمين للأحزاب وغير المنتمين) أن يعملوا على تحديث وتشبيب الأحزاب القائمة من داخلها ومن خارجها ودفعها باتجاه الانفتاح وتغليب المصلحة الوطنية ومقاومة الانغلاق والتعصب، ويشمل ذلك الاختيار الواعي لقيادات الأحزاب على أساس البرامج والمؤهلات والأداء والإنجازات، فلا يتعصب المواطن ولا ينخدع بالوعود والدعاية.
اختاروا من هو فوق مستوى الشبهات في الالتزام بالسيادة والثوابت الوطنية وتغليب المصلحة الوطنية ثم مصلحة مدينتنا الحبيبة فوق كل اعتبار حزبي أو شخصي أو فئوي...
واجعلوا من السياسة تفانيآ في خدمة الوطن والمواطن و تنافسآ في الإنجازات وليس تنابزا بالألقاب. فكلما كانت المسؤولية تكليفآ ، كان المجتمع يقظآ وقويآ سئل أبو بكر الصديق من الخليفة أنت أم عمر بن الخطاب، قال "هو إن قَبِل".
اعملوا على تحصين الحياة السياسية من التعصب الأيديولوجي والحزبي والطائفي والجهوي فضلآ عن الانتهازية والوصولية والنفاق والتملّق والتربّح، واحذروا من عودة الاستبداد على يد نخب وأحزاب غير مبرأة من الدكتاتورية والإقصاء حتى في إدارة شؤونها.
"والله غالب على امره"
( محرم الحاج )
( محرم الحاج )
#لاتختبروا_صبرنا
#الريال_ينهار_ياشرعية.
#الصمت_عار
#الجوع_يوحدنا
#انهيار_العملة_يقتلنا