بعد أن كان لبنان نقطة مضيئة في منطقة الشرق الأوسط، وكانت العاصمة بيروت مدينة يطلق عليها باريس الشرق؛ نظرًا لجمالها وجودة العيش فيها، تحولت إلى نقطة معتمة، طاردة لأهلها، ومنصة أذى لغيرها.
بسيطرة إيران على ذلك البلد العزيز عبر مخلبها "حزب الضاحية"، تدهورت فيها الحياة والسياسة والاقتصاد، وسقط الجميع إلى مستنقع الطائفية والجوع والفقر والتوحش، وساد سلاح الحزب على مؤسسات الدولة اللبنانية، وحل العنف الطائفي المنظم بدلًا عن مؤسسات البلد القضائية.
أكثر من 40 عامًا، من سيطرة الضاحية الجنوبية على لبنان وشعبها العظيم ومقدراته، تعطلت الدولة وتهاوت مؤسساتها، وشغر منصب رئيس الجمهورية لعدة سنوات، وسقط ميزان العدالة فيها.
الآن وبمقتل زعيم الحزب الإيراني في الضاحية الجنوبية، ومعه كل قياداته الطائفية المتطرفة، نرى أن لبنان في طريقه للتعافي، وأول إشاراته خروج رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم - لأول مرة - بتصريح شهير؛ طالب فيه طهران بعدم التدخل في بلاده ورفض - حسب وصفه - العاطفة الإيرانية الزائدة تجاه لبنان.
ستعود الحياة وتدب ـ رويدا رويدا ـ في جسد ذلك البلد الذي أُنهك بأسلحة إٍيران وبطائفية حزب الضاحية، وستعود أجهزته للعمل تدريجيا بعد طول غياب وتغييب.
ستعود الحياة وستختفي الشعارات الطائفية وصور القتلى عن شوارع بيروت الجميلة، وستتلاشى صرخات الموت والشتم واللعن، لمصلحة الحياة والتعمير والبناء والتشييد.
ستختفي تجارة المخدرات والفساد والرشوة وتجارة السلاح في لبنان.
سيعود لبنان للبنانيين، بعد أن تحول إلى ثكنة طائفية لإيران وميليشياتها من العراق وسوريا واليمن.
ستعود الليرة اللبنانية المنهارة للحياة، بعد طول معاناة طويلة.
ستختفي الدولة الطائفية الإيرانية الموازية، لمصلحة الدولة اللبنانية، وسينهار الاقتصاد الطائفي الموازي، لمصلحة اقتصاد الشعب اللبناني، وسيعود لبنان إلى الساحة العربية كما عادت سوريا مؤخرًا.
من تغطى بإيران، أصبح عاريا، ومن استنصر بطهران، تحول إلى ضبع مفترس، ثم يموت في نهاية الموسم بلدغة عقرب مريض.
اليمن في طريق الخلاص، ولن تظل أداة إيرانية في المنطقة.
نعم لشرق أوسط خال من كل الجماعات الدينية والمذهبية والطائفية المتطرفة.
نعم لشرق أوسط جديد، يرفرف في سمائه الأمن والأمان والتعايش المشترك.