الجريمة النكراء التي أقدمت عليها مليشيا الحوثي عبر قضائها المسخر لخدمتها، بحق الطفلة جنات، ليست سوى جزء صغير من سلسلة الانتهاكات الفظيعة التي ارتكبتها هذه العصاية المارقة ضد الشعب اليمني خلال سنوات الحرب الدموية التي دمروا فيها البُنى التحتية ، وأحرقوا المدارس والمستشفيات، وجنّدوا الأطفال في القتال، كما ارتكبوا انتهاكات جسيمة ضد النساء والطفولة.
إن قضية الطفلة "جنات السياغي" أصبحت موضوع حديث واسع بين الأوساط اليمنية والتي لاقت استنكارًا واسعًا لما تعرضت له الطفلة جنات من اعتداء بشع على يد حوثي قام باغتصابها وهتك عذرية طفولتها، وتأتي قيادات حوثية تغطي على الجريمة بحبس والدها الذي رفض تسويف القضاء الحوثي لقضية طفلته بالضغط عليه ليتنازل عن كرامته وكرامة ابنته والحكم بالحبس كمكافأة له على جرمه المدان.
ان يصبح الحوثي مدافعا عن القتلة والمغتصبين والشواذ من عناصره وسلالته يعتبر تجاوز كل حدود الإنسانية بجرائمها، التي تستهدف الأطفال بشكل خاص دون رحمة أو شفقة.
ما حدث للطفلة جنات يعد مثالًا حيًا على هذه الانتهاكات البشعة التي يتعرض لها الأطفال في اليمن بسبب الحرب الدائرة ومباركة من زعيم الإرهاب عبد الملك الحوثي وزبانيته من المجرمين والقتلة. وتحت هذه الظروف المروّعة، يتوجب على المجتمع المحلي والدولي التحرك لوقف هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها بفرض عقوبات صارمة على الحوثيين وأتباعهم الذين يرتكبون هذه الجرائم البشعة.
ما حدث للطفلة جنات يجب أن يكون منبعًا للغضب والاستياء لدى كل إنسان يحمل ضميرًا حيًا.
فكيف يمكن لأي شخص أن يستهين بحياة طفلة بريئة ويعاقب الجاني بأحكام لا تليق بجريمته البشعة؟
وكيف يمكن لأي شخص أن يسمح بتزويج طفلة اغتصبت وتعرضت للتهديد بالقتل؟
إن قضية الطفلة "جنات" تجسد بشكل واضح الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها مليشيات الحوثي ضد الأبرياء، وتظهر بوضوح مدى فساد النظام القضائي والأمني الذي يخدم مصالحها الضيقة ويفرض إرادتها بالقوة. يجب علينا جميعًا أن نقف صفًا واحدًا ضد هذه الجرائم البشعة، وأن نطالب بمحاكمة الجناة وتقديمهم للعدالة، وضمان حماية الأطفال وحقوقهم في اليمن وفي كل مكان.
كما يجب إنهاء حكم مليشيا الحوثي وإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن، وضمان تطبيق العدالة وحقوق الإنسان للجميع دون تمييز أو تفرقة.
إن الطفلة "جنات" تعتبر رمزًا للظلم والفساد الذي يمارسه الحوثيون ضد الشعب اليمني، وهي نموذج حقيقي للاستهتار بحياة الناس وتجاوز لكل القيم الإنسانية. إن الاستهانة بأرواح الناس وتجاوز حدود الإنسانية يعتبر خرقًا فظيعًا للقوانين الدولية والقوانين الإنسانية.