آخر تحديث :الأربعاء-04 ديسمبر 2024-10:16ص

بخطة حزب الإصلاح.. لن نخطو خطوة واحدة نحو تخليص كل اليمن

الثلاثاء - 05 نوفمبر 2024 - الساعة 01:47 ص

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


‏وعدنا مرة أُخرى لقديم الحكاية من أن صنعاء تمر عبر إسقاط عدن ، وإن الأخيرة خنجر ظهر في مشروع تحرير البلاد وإستعادة الدولة.

قيادات من الإصلاح إلتقت بالسفير الإمريكي لليمن في تركيا ، وبحثت معه خطة قدمها التجمع تتضمن تفكيك المجلس الإنتقالي وتصفية حضوره العسكري ،وإعادة صياغة توليفة حكومية رئاسية توسع حظوظ الإصلاح في نيل الكفة الغالبة من الحقائب ، كشرط للإنخراط في عملية عسكرية ضد الحوثي ،تستند على البدء بتحرير المناطق المحررة أولاً ، وهو ذات الفهم الذي يتم إستنساخة من سلطة إصلاح تعز ، وتركها الحوثي خلفها والزحف بإتجاه مسرح عمليات لواء عدنان الحمادي، وتصفيته من قياداته المجربة والتي خاضت معارك تحرير ضارية ضد الحوثي.

في الوقت الذي تتقارب فيه الجهود وتنفتح جميع القوى على تهيئة أرضية عمل منسق، وفق مشتركات الحد الأدنى بين المكونات السياسية ذات الحيثية العسكرية ، تأتي هذه الدعوات لتنسف جسور التواصل تلغم نقاط الوفاق ،تخلط الأوراق وتعيدنا إلى المربع الأول من صراع ينبغي أن يكون خلف ظهر الجميع في هذا التوقيت المفصلي الحاسم.

ليس من الحكمة إجترار أضغاث أحلام مراحل الصراع التسعيني، وإدارة المعركة بعقلية الفتوى التي تكفر عدن، وترى فيها خطر أول ونقطة مركزية في سياقات الصراعات البينية المتعددة، وإن الدخول في فعل عسكري مشترك ضد الحوثي، إنما تتأسس على تصفية قوات هي منفردة من حققت النصر، ومنحت الشرعية ست محافظات محررة تفاوض بها، وتقدم نفسها للعالم من خلالها شرعيتها المصادرة شمالاً.

العودة بترتيب سلم المخاطر إلى النقطة صفر، يفتح على مخاوف أن تصل مقاربات بعث قوى الإسلام السياسي الشريك في الحكام، إلى نسج علاقات غير مرئية مع الحوثي، والدخول بصفقة عار سياسي مشتركة، ضد خطر مزعوم يحمل عنوان الزحف المقدس نحو الجنوب، في إعادة إنتاج بليد غير متسق مع التحديات، لحروب تسعينيات القرن الماضي بغزو عدن ثانية، أو تجريب ذلك الفعل في وضع لم يعد الجنوب من حيث القوة يشبه الأمس.

عدن ليست خنجر في خاصرة موضوع التحرير، بل هي منصة إنطلاق لتحرير كل اليمن بتفاهمات سياسية مسبقة ،تضع القضايا الخلافية على طاولة التوافق السياسي المجتمعي العام.

من يفكر بتخطي خارطة القوة بمركزها جنوباً، هو يفتح البلاد على حرب أهلية داخل الحرب، هذه المرة ليست ضد الحوثي بل لصالحه وربما حتى بشراكة مباشرة وغير معلنة منه.

في ظل هذه الأفكار الماضوية التسعينية التي قدمها شريك الحكم المتمثل بالإصلاح للسفير الإمريكي ، لن نخطو خطوة واحدة نحو تخليص كل اليمن من بين مخالب الحوثي ، وسنظل نحترب خارج الإتفاق على أن الحوثي الخطر الرئيس ،وإن فكر الغزوات الدينية لم تنتج سوى تدمير النسيج الوطني وتشظية كل اليمن.

إعادة غزو عدن أفكار طفولية وحرث في البحر.