الغالبية من المنغمسين في جدال النقاب والأدب هم من الذكور وغياب كبير لصوت المرأة التي هي موضوع الحديث .
غياب صوت المرأة اليمنية دليل إضافي على محدودية حضورها بسبب قيود كثيرة. لذا حتى من يدافعن عن النقاب منهن لا يخرجن عن هذا الاطار.
لا تزيد نسبة اليمنيات في صفحات الفيس عن 15% وفي العادة لا يدلين برأي في القضايا العامة ويدخلن باسماء متنكرة.
الفيس هو انعكاس للواقع اليمني.
الناشطات والمناضلات الجسورات والنسويات في مكان آخر ويتناولن قضايا اخرى غير الواقع. توقفن عن الالتحام بقضايا المجتمع.
هناك ظاهرة نسوية اصلاحية (نسبة إلى حزب الإصلاح) هي الأنشط حاليا . وهذه النسوية هي حركة تطبيع للنسوية مع الايديولوجية الدينية السياسية، مجرد سلفية حداثية.
يظهر المناهضون للنقاب في حالة جدل مجرد والمدافعون أصوليون داخلهم عُديني صغير لا يتوانى عن الظهور من حين لآخر.
اما بعض اعضاء لجنة تحكيم جائزة حزاوي فهم يدافعون عن خيارهم الخاص وشخوصهم اكثر من فكرة النقاب والإنتاج الادبي او الفني.
اشفق على الفائزة بالجائزة وكيف ان اول فرحة لها وُجِهَت على هذا النحو وخلقت هذا الانقسام.
ذهب الجدل إلى الشكل قبل تناول عملها الادبي وطبيعته وجمالياته.
هناك جهد تلفيقي توفيقي ياخذ نظريات ادبية او نظريات في العلوم الإنسانية لتسويغ الأصولية. أدلجة مضادة للتقدمية .
هل هذا الجدل ممتاز في اليمن ؟
نعم لكن تناوله سطحي وموتور وتعصبي لا يذهب بالفكرة إلى العمق ولا يطرحها بتصور فلسفي.
مجرد مكارحة وتخندق مع انها فرصة لإحياء نقاش عميق حول قضية اجتماعية مهمة تخص نصف المجتمع مهما كان الاختلاف في الاراء.
رأي الشخصي هو ان النقاب اكان لأديبة او معلمة او فلاحة هو انتقاص من هويتها وهو اول أشكال الحُجب الاجتماعية والسياسية. وهو عائق نفسي والية اخضاع قاسية جدا.
اما هل تستطيع المنقبة انتاج عمل ادبي جيد؟
فهذا ممكن جدا. لكن ما هي حدود تجربتها الإنسانية امام قيود اجتماعية وفكرية عديدة ؟
ما الفرق بين رواية تكتبها منقبة وادب السجون. الفرق هو عمق التجربة الانسانية والبراعة في نقلها.
النقاش يجب ان يذهب إلى ابعد من هذا.
من صفحة الكاتب مصطفى ناجي على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك