آخر تحديث :الأربعاء-18 ديسمبر 2024-10:20ص

الحوثي يقتل بالقرآن… والأرض تُصلّي بالألغام

الثلاثاء - 17 ديسمبر 2024 - الساعة 10:49 م

سمير اليوسفي
بقلم: سمير اليوسفي
- ارشيف الكاتب


في اليمن، الأرض لم تعد تُنبت قمحًا ولا ورودًا، لكنها تُنبت ألغامًا.

الحوثي قرر أن الحرب هي زراعته المفضلة، والنتيجة؟ يمن صار حقل تجارب، موت مجاني وحاضر على مدار الساعة، وبإدارة “ميليشيا مبتكرة” تظن أن الخراب إنجاز يستحق التصفيق.

283 ألف قتيل وجريح… “نصر مرصّع بالجماجم”

الحوثي لا يخجل من الأرقام. 283 ألف ضحية يتباهى بها أمام العالم، وكأنها بطولة تستحق كأس العالم.

الأمهات يُدفنّ أبناءهن، والحوثي يوزّع عليهم ألقاب “شهداء”. وطن صار مهرجانًا مفتوحًا للقتل… الحضور إلزامي، والخروج مستحيل.

957 منزلًا مفخخًا… “الطوب عدو والبيت خيانة”

المنزل في اليمن مجرد “وهم”. يبنيه اليمني حجرًا حجرًا، ثم يأتي الحوثي ليفجّره بحجة أن الطوب “عميل”.

المفتاح الذي يحمله الرجل اليمني في جيبه؟

“لا يفتح إلا ذاكرته”، أما الباب فقد صار أثرًا بعد عين. الحوثي يهدم البيوت ببراعة معمار عكسي: البيت هنا “مؤامرة”، وصاحبه “متآمر”.

30 ألف طفل مجند… “مستقبل اليمن في الخنادق”

في بلدان أخرى، الأطفال يحملون حقائب مدرسية. في اليمن، الأطفال يحملون بنادق بوزن أجسادهم.

يخطفهم الحوثي من المدارس ويضعهم في الخنادق، ثم يبتسم بفخر: “هؤلاء رجالنا الصغار”.

أمهاتهم يبكين بحرقة، والحوثي يُرسل الأطفال توابيتًا، لكنه يسميهم “شهداء”.

مليون لغم… الموت تحت أقدام اليمنيين

في اليمن، الأرض خصبة، لكن “المحصول” هو أرواح البشر. مليون لغم زرعها الحوثي بدقة متناهية وكأنه “مزارع محترف”.

الأرض تُعاقب أهلها: تمشي عليها؟ تموت.

تجلس في مكانك؟ تموت أيضًا. إنها “عدالة الألغام”، والحوثي ضامنها الرسمي.

4 ملايين نازح… “الوطن للخراب والبشر للخيام”

اليمنيون هربوا من الموت، لكنهم وجدوه تحت الخيام. الوطن كبير، لكنه ضاق بأبنائه. الحوثي يهدم البيوت ويقول بثقة: “الأرض لنا”.

سؤال بسيط: إذا كانت الأرض لكم، أين سيذهب البشر؟

تحت السماء؟ حسنًا، السماء واسعة، لكن الجوع والبرد أوسع.

درس مجاني في فن تدمير الأوطان

الحوثي لا يزرع ألغامًا فقط، بل يزرع الخوف واليأس. يهدم البيوت ويشرّد البشر، ثم يوزّع ابتسامات النصر على شاشات التلفاز.

هل هو جيش؟ لا. هل هو دولة؟ مستحيل.

إنه ماكينة خراب تعمل بكفاءة مدهشة، وبدعم من “اللامبالاة الدولية”.

إذا أردت أن تفهم كيف يُدمّر وطن من الداخل، لا تحتاج إلى كتب التاريخ. الحوثي يدرّس المنهج يوميًا، وبالمجان.