منذ وعد بلفور وحتى يومنا هذا، ظلت القضية الفلسطينية مثل شجرة زيتون صامدة، تجتاز العواصف وتتحدى الزمن. من عبدالناصر إلى صدام، ومن القذافي إلى بشار الأسد، رفع الجميع شعارات تحرير فلسطين، وانتهى الأمر بهم وشعاراتهم في صفحات التاريخ، بينما بقيت القضية بيد شعبها.
حسن نصر الله رفع راية “المقاومة”، لكنه وجه صواريخه إلى اليمنيين أكثر مما اقترب من إسرائيل، وانتهى مقبوراً في الطابق الرابع عشر تحت الأرض، بينما لبنان يغرق في الفوضى. إيران لا تختلف كثيرًا، تصرخ “الموت لإسرائيل” في الإعلام، لكنها تجلس على طاولة المفاوضات النووية مع “الشيطان الأكبر.”
ثم جاء الحوثي. يحمل شال فلسطين ويطلق صواريخ لا تصل، ويقيم مظاهرات القدس في وقت يبحث فيه اليمنيون عن الخبز. الحوثي لا يدافع عن فلسطين، بل يستخدمها ليحرج خصومه، الذين يضطرون لتقليده برفع الشالات والخروج في المظاهرات. كلما زاد الخراب في اليمن، زادت شعارات الحوثي.
فلسطين لم تطلب من الحوثي ولا من غيره أن يهتف باسمها. القضية لها أهلها الذين يقاتلون بدمائهم، وليس بالشالات ولا الصواريخ العبثية.
القضية الفلسطينية ليست بحاجة إلى شعارات فارغة أو صواريخ لا تصل. فلسطين ستبقى، لأنها قضية عادلة يدافع عنها شعبها، لا المتاجرون بها. أما اليمن؟ شعبه ينتظر من ينقذه من شعارات الحوثي وصواريخه التي لا تُغني من جوع.
#فلسطين_باقية
#المتاجرة_لا_تحرر
#اليمن_أولًا