آخر تحديث :الأربعاء-30 أبريل 2025-01:54ص

عدن تحترق... وحكومة تعيد تدوير الفشل

الأربعاء - 30 أبريل 2025 - الساعة 01:27 ص

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


عدن مدينة تغرق في الظلام ،وحكومة تستمر في الدوران بذات الوعود المفرغة ، كل عام في الشتاء يتم الحديث على رفع حالة الطوارئ، ووضع خطط الصيف المقبل ، فيأتي الجحيم زاحفاً يضع في كل بيت شواية للمرضى والمتعبين.

الحكومة تعيد تجديد فشلها أمام مثل هكذا تحد دوري ، تنثر الوعود ثم لا تجد غضاضة من عقد لقاءات موسعة، وإصدار بيانات إدانة ضد الفساد في مجال الخدمات والكهرباء، في حين إن الجذر المسكوت عنه هو الفساد السياسي، والمحاصصة على حساب القدرة والتخصص والكفاءة.

عدن صورة مكثفة لمعاناة شتى مدن البلاد ، مع فارق إن هناك شارع يغضب ويرفض ويقاوم ، لديه إرث من التحدي وملء الخانات بالمسميات المسؤولة عن كل هذا التردي.

لا أحد يملك الدناءة الكافية كي يدافع عن حكومة عنوانها الفشل ، وعن سياسات بلا إنجاز ، وعن شخصيات أتت بها الصدفة لمقعد الوزارة والإدارة.

في عدن فائض وعي يمكن أن يجد تمدده في سائر المحافظات، حيث تتجمع الروافد لتشكيل تيار التغيير الشامل ، دون أن يمنح هذا القادم الجذري براءة لكل شاغلي الوظيفة العليا، ومكونات الحكم الحزبية السياسية ، فجميعهم على قدر واحد من إرتكاب موبقة الفشل ،وإدارة البلاد بنظام الحماية المتبادلة بين مراكز السلطة والنفوذ.

لا أحد سيقبل بتدوير المسؤولية بإعفاء طرف وتوجيه سهام الإدانة لطرف آخر ، فإذا كنا ندين بعض الجهات لخوضها حربها السياسي

ضد الإنتقالي من بوابة الخدمات ، فإننا ندين بالقدر نفسه إعادة توجيه الانتقالي أحمال المسؤولية، بإتجاه حكومة هو نصفها المكمل، حكومة تبعات الفشل فيها هي بالضرورة تضامنية.

التوقيت ومراكمة العجز وإغراق الناس بالأزمات ، تحرف بوصلة الرأي العام ، من القضية الوطنية الكبرى، -الخلاص من الحوثي- ، إلى إحباط جمعي عنوانه : من يفشل في جزئية صغيرة -الكهرباء- لا يعول عليه كثيراً في موضوع بحجم التحرير واستعادة الدولة.