تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، مقطع فيديو يوثق كلاب متشردة أثناء تجولها داخل مستشفى الرازي العام في محافظة أبين.;
وأظهر الفيديو الذي وثقه مواطن اسعف زوجته بحالة ولادة إلى مستشفى الرازي العام في مدينة جعار بمديرية خنفر، ليتفاجئ باربعة كلاب تتجول بين اقسام المستشفى وفي الطارود على بُعد أمتار قليلة من المرضى.
و أثارت مشاهد الكلاب في المستشفى، استياء الأهالي في محافظة أبين، والذي يعكس حالة التدهور التي يعاني منها المستشفى حد قول النشطاء من أبناء المحافظة.
في المقابل، أفاد رئيس هيئة مستشفى الرازي العام في أبين، الدكتور حسين عبد الباري السقاف، في تصريح صحفي، بأن "تجوّل الكلاب داخل أروقة المستشفى بالشكل الذي أظهره الفيديو لم يكن محض صُدفة، بل تم إدخالها من قبل الشخص الذي قام بتصويرها؛ بهدف تشويه المستشفى والقائمين عليه".
وقال السقاف إن "الفيديو المنشور خلال الساعات الماضية لم يُسجّل أمس الجمعة ثالث أيام عيد الفطر المبارك، بل سُجّل الأحد الماضي، الذي يوافق 28 رمضان، وسبق أن نُشر حينها"، مُعرباً عن استغرابه من عدم انتشاره قبل أسبوع بهذا الشكل الكبير، وانتشاره بوقت قياسي خلال عطلة إجازة العيد.
وذكر السقاف أن "حجم الانتشار غير الطبيعي للفيديو، في أحد أيام إجازة العيد، ووصوله لكل المسؤولين في وقت قياسي، يوضّح حقيقة الأمر، وهو تشويه كل المشاريع التي عملنا عليها خلال السنة والنصف الماضية، بشكل فج يُظهر حجم الحقد الشخصي لمن يقفون خلفه".
وبيّن رئيس هيئة مستشفى الرازي العام أن "وجود أربعة كلاب في ممر به أقسام تمديد (ترقيد) نساء وحضانة في هذا الوقت من الصباح ولـ23 ثانية، هي مدة الفيديو كاملة، أمر يدعو للريبة، فلا حراسه ولا مرافقون ولم تحدث إطلاقاً، والدليل أن الكلب الرابع يظهر عند بوابة صغيرة تؤدي إلى الممر الخلفي للمستشفى، وهي بوابة قسم الصيانة وهي دائماً مفتوحة، ويستطيع أي شخص إدخال أي كلاب ضالة وتصويرها لثوانٍ وإخراجها".
وتساءل الدكتور السقاف: "إذا كان تجوّل الكلاب ظاهرة منتشرة، بحسب ادعاءات مروّجي الفيديو، ودليل إهمال وفساد إدارة المستشفى، لماذا لم يتم تصوير الكلاب في أماكن أخرى وفي أقسام مختلفة من المستشفى؟".
واختتم السقاف تصريحه بالتأكيد على أن هناك قصورًا في العمل من قبل المناوبين في تلك الفترة من الحراسة الأمنية على بوابات المستشفى، قائلاً: "بالتأكيد هناك قصور لدى المناوبين لفترة زمنية محدودة، جرى استغلالها للتشويه"، لافتاً إلى "إيقاف كلٍّ من ضابط النوبة والحراسات الأمنية للبوابات، وتغييرهم بطاقم آخر ملتزم".
وكان الناشط أحمد مقرع الحنشي قد نشر المقطع المرئي المتداول، صباح أمس الجمعة، على صفحته الشخصية في موقع "فيسبوك"، قبل أن يعقبه بساعات قليلة بمنشور آخر يفيد بتعرّضه للتهديد بالتصفية الجسدية، وصلته عبر رسائل من رقم مجهول إلى هاتفه المحمول.
وفي ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، تداولت وسائل إعلام محلية خبراً يُفيد بإصدار محافظ أبين، اللواء أبو بكر حسين سالم، قراراً يقضي بتوقيف رئيس هيئة مستشفى الرازي العام الدكتور حسين السقاف عن العمل وإحالته للتحقيق؛ نتيجة الإهمال والتقصير وعدم استشعار المسؤولية.
وعند سؤال الدكتور السقاف بشأن قرار توقيفه وإحالته للتحقيق، نفى علمه بالقرار، قائلاً "لا علم لي بهذا الأمر"، في الوقت نفسه، أكدت مصادر خاصة، لـ"إرم نيوز"، صحة القرار، وأن محافظ أبين وجه بتوقيف السقاف عن عمله وإحالته للتحقيق.
ويُعدّ مستشفى الرازي العام في مدينة جعار أكبر مستشفى طبي حكومي في محافظة أبين، وهو مقصد كثير من المرضى من ذوي الدخل المحدود من أبناء محافظة أبين من مختلف مديرياتها المترامية الأطراف، كما أنه يُستخدم في كثير من الأوقات محطةً لتلقي الإسعافات الأولية، قبل أن يقوم الأهالي الميسورون بنقل مرضاهم أو جرحاهم إلى أحد مشافي العاصمة المؤقتة عدن.