آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-10:11م

اخبار وتقارير


سم اليمن.. فشل ذريع للأحزاب في مواجهة الحوثيين

سم اليمن.. فشل ذريع للأحزاب في مواجهة الحوثيين

الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 01:57 ص بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - عدن

خرجت الأحزاب السياسية، بعد الوحدة اليمنية عام 1990 من سراديب العمل السري، لتعلن عن نفسها وتفتح مقارها، وتشارك في العمل السياسي.

وتنافس المؤتمر الشعبي الحاكم في الانتخابات للوصول للسلطة مع أحزاب، كالتجمع اليمني للإصلاح، والحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وحزب البعث العربي الاشتراكي، وحزب الحق، واتحاد القوى الشعبية.

لكن هذه الأحزاب، التي كانت تقول إنها تسعى لترسيخ الديمقراطية في البلاد، تواجه تساؤلات بعد سنوات من انقلاب ميليشيا الحوثي على السلطة في العام 2015، بشأن سبب إخفاقها في مواجهة مشروع الميليشيات، وإن كان حرصها على المحاصصة والشراكة من أسباب ذلك الإخفاق.

وقال القائم بأعمال الأمين العام لحزب اتحاد القوى الشعبية، عبدالسلام رزاز، لموقع إرم نيوز إنه "ليس من الممكن القول إن الأحزاب أخفقت في مواجهة الحوثيين أو غيرهم".

وأضاف: "الانقلاب حدث بالتحالف مع النظام السابق، وتم تسليم الجيش وسلاحه بمختلف أنواعه للحوثيين الذين قاموا بتفجير الحرب على الجميع وفي كل الوطن".

وأكد أن "الأحزاب وقفت مع بقية المكونات في وجه الميليشيات بعد اجتياحها المحافظات، وتشكيل المقاومة التي حاربت إلى جانب الجيش"، وقال: "لولا الأحزاب لسيطر الحوثي على كل اليمن".

كما أشاد بدور دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن في مساعدة المقاومة والجيش على تحرير معظم المحافظات والمناطق.

وفيما يتعلق بالمحاصصة الحزبية في الوظيفة العامة، يقول رزاز: "لا شك أنها نقطة سلبية، خصوصا إذا كانت على حساب معيار الكفاءة، فالذي حصل هو الخلط بين مفهومي الشراكة والمحاصصة لدى الأحزاب، وما زال هذا الخلط قائما، بل امتد إلى المستوى الأفقي والأدنى تحت مسمى الشراكة، وهذا خطأ كبير تسبب بإضعاف العمل المؤسسي للدولة وهجرة الكفاءات".

وبدوره، أشار عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، أسعد عمر، إلى أن "الأحزاب تؤدي دورها في حدود إمكاناتها".

وقال: "كانت هناك إمكانية أكبر أمام الأحزاب لتظهر أكثر فاعلية لو رتبت عملها وأخذت حقها في القرار بتفعيل مبدأ الشراكة والتوافق في اتخاذ القرار وإدارة المرحلة".

أكد الخبير الدولي في التنمية السياسية، حاتم مبارك بامحرز، أن "الأحزاب السياسية في اليمن لها إخفاقات كثيرة، أهمها فشلها في خلق ثقافة وفلسفة سياسية واقتصادية واجتماعية في المستويات الحزبية الأدنى".

وأضاف أن "عدم إيلاء الأحزاب أهمية لمشروع نهضوي ثقافي، واقتصارها على الجانب الديني والولاء السياسي، جعلها عاجزة عن مواجهة الحوثيين".

يصف بامحرز المحاصصة السياسية بـ"السم السياسي"، الذي استمرّ الساسة بتعاطيه رغم معرفتهم المسبقة بخطورته.

وأكد أن "الاعتماد الكلي على تفاهمات في غرف مغلقة وتقاسم السلطة بين أطراف متنافرة، وتكرار تلك العملية بعد كل أزمة، هو تجسيد لمدى فشل هذه الأطراف، وإضعاف لقدرات المجتمع وتعزيز الانقسامات بحديه أكبر".

ويرى رئيس مركز مسارات للاستراتيجيا والإعلام في عدن، باسم فضل الشعبي، أن "أداء الأحزاب ضعيف جدا في مواجهة الحوثيين على الصعيد التنويري والثقافي؛ بسبب غياب المشروع الوطني الذي يمكن الارتكاز عليه واتخاذه قاعدة لمواجهة المشروع السلالي البغيض".

وقال الشعبي، : "أي أحزاب ليست لديها برامج عمل على الأرض لا يمكن أن يكون لها أي تأثير، كيف بأحزاب تفرغت للسباق على المكاسب السلطوية والوظيفة العامة".

وطالب الأحزاب بمراجعة كبيرة وسريعة لادائها خلال السنوات التسع الماضية للكشف عن الخلل.

وشدد أن اليمن يحتاج حاليا لتيار وطني عريض يعمل على تصحيح الأوضاع داخل أروقة سلطة الشرعية، ومواجهة "مشروع الحوثي السلالي" تنويريا، وإن اقتضى الأمر عسكريا.

أما رئيس مركز أبعاد، عبد السلام محمد، فيرى أن "المقارنة بين الأحزاب السياسية والحركة الحوثية مقارنة غير عادلة، رغم امتلاك الطرفين أيديولوجيات تحكم السلوك والنشاط".

وقال إن "الحوثيين جماعة مسلحة أولاً، وليست حزباً سياسياً، وثانياً الحوثي منظمة أيديولوجية عنيفة تتعامل بالقوة لفرض واقع، ولا تتعامل بالشأن السياسي والانتخابات، أما الأمر الثالث هو ارتباط الميليشيا خارج الحدود بالحرس الثوري الإيراني"ك

واضاف إن "الأحزاب وقعت في عدة أخطاء، على رأسها عدم التنافس بشكل "شريف" للوصول إلى السلطة، والأمر الثاني أن أحزابا مثل أحزاب المعارضة سابقا لنظام علي عبدالله صالح كانت تنظر للحوثيين بمنظور حقوقي، وكان يجب الوقوف ضدها كجماعة مسلحة متمردة".

المصدر: إرم نيوز