آخر تحديث :الإثنين-23 سبتمبر 2024-02:30ص
اخبار وتقارير

سر تركيز قصف أمريكا على معسكر حوثي بهذه المحافظة

سر تركيز قصف أمريكا على معسكر حوثي بهذه المحافظة

الأربعاء - 11 سبتمبر 2024 - 12:10 ص بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - عدن

ركز التحالف الدولي الضربات الجوية على معسكر الحمزة شرقي محافظة إب، بدءًا من مطلع سبتمبر الحالي، عقب هجوم المليشيات الحوثية على سفينة النفط "بلو لاغون 1" في مياه البحر الأحمر، بواسطة الطائرات المسيرة والصواريخ.

واستهدفت الميليشيا "بلو لاغون 1"على مقربة من موقع الناقلة النفطية الجانحة "إم في سونيون" التي أعطبها الحوثيون بهجوم مزدوج أواخر الشهر الماضي.

وكان التحالف الذي تقوده واشنطن ركّز أهدافه في محافظة الحديدة المطلّة مباشرة على مياه البحر الأحمر، على مدى أسابيع، قبل أن تتحول ضرباته، إلى معسكر "الحمزة" في إب البعيدة عن الشريط الساحلي الغربي للبلاد، بأكثر من 115 كيلو مترًا.

وقصفت قرابة 10 غارات جوية، المعسكر على مدى أكثر من أسبوع، كان آخرها فجر الأحد الماضي.

واستهدفت جميعها منظومات صاروخية، وفق القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، وسط معلومات محلية عن خسائر بشرية في صفوف عناصر الحوثيين وخبرائهم المحليين والأجانب.

وخلال اشتداد وتيرة الصراع الداخلي في اليمن، وحتى العام 2019، كان المعسكر الخاضع لسيطرة الحوثيين، يمثّل قاعدة تدريب وإمداد عسكرية للعمليات التي تشنها الميليشيا تجاه الضالع. وسبق أن استهدفته طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بضع مرات.

واستغلت ميليشيا الحوثي، فترة تراجع العمليات العسكرية المحلية وصولًا إلى اتفاقية الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة، مطلع أبريل من العام 2022، في إعادة تأهيل معسكر "الحمزة"، تحت إشراف مباشر من الخبراء الإيرانيين واللبنانيين.

وبحسب مصادر عسكرية، فإن الحوثيين استخدموا المعسكر خلال الأشهر الماضية، لإطلاق هجماتهم ضد السفن التجارية في مياه خليج عدن وبحر العرب جنوبًا، على بعد مسافة تتجاوز 150 كليو مترًا، قبل أن تتحول الهجمات مؤخرًا إلى مياه البحر الأحمر، في الجهة الغربية.

غرفة عمليات

وقال المتحدث العسكري باسم القوات اليمنية المشتركة المناوئة للحوثيين في الساحل الغربي العقيد وضاح الدبيش، إن المعسكر الواسع الذي كان يملك مدرجًا للطيران، يتمتع بحماية طبيعية توفرها له التضاريس الجبلية المحيطة به، وهو ما جعله موقعًا مؤهلًا من قبل الخبراء الإيرانيين، لإنشاء بنية تحتية من الأنفاق والخنادق لتمويه المنصات الصاروخية الثابتة، وتسهيل تنقل المنصات الأخرى المتحركة وإخفائها.

وذكر الدبيش، في تصريح صحفي لموقع ارم نيوز أنه بات لدى المعسكر أنظمة رصد وأجهزة مراقبة، وغرفة عمليات متقدمة، يقود من خلالها الخبراء الإيرانيون، أوامر الضبط والربط لكل الهجمات ضد السفن وتوقيتها ونوع الأسلحة المستخدمة، إضافة إلى اختيار الأوقات المناسبة للتصعيد أو لخفض وتيرة الهجمات.

وأشار إلى أن الحوثيين يستخدمون معسكر "الحمزة" في محافظة إب، بتدوير مناطق انطلاق هجماتهم ضد السفن؛ بهدف التمويه، وتساعدهم المرتفعات الجبلية المحيطة به، بعدما استحدثوا فيها خنادق وأنفاقًا في عمليات إطلاق الصواريخ، التي تمكن السكان في المناطق القريبة من رصد وتصوير بعضها خلال الفترات الماضية.

مركز لوجستي

من جهته، يرى الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية، عدنان الجبرني، أن أهمية معسكر "الحمزة" لدى الحوثيين، نابعة من أنه أكبر المعسكرات في جغرافيا محافظات جنوب صنعاء، خاصة إب وتعز، وأجزاء من الضالع.

وقال الجبرني، إن المعسكر يعدّ مركزا لوجستيا أكثر من كونه قاعدة بالمعنى العسكري، فضلًا عن أن يكون قاعدة صاروخية. وعدّ استهداف المعسكر المتكرر مؤخرًا من قبل التحالف الدولي، "يشير بوضوح إلى عدم فهم أساليب الحوثيين".

وأضاف أن الحوثيين يستخدمونه "كمركز تجميع وإطلاق في بعض الأحيان فقط، لكن القدرات الحساسة للحوثيين ليست في المعسكرات المعروفة"، مبيّنًا أن لميليشيا الحوثي طريقة وأسلوبًا مختلفين عن الجيوش النظامية، "رغم ما تحاول الإيحاء به من تنشيط للحركة في بعض المعسكرات، فهي تحركات ثانوية إن لم تكن مقصودة لسحب الانتباه بعيدًا".