رجحت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن تصبح العلاقات الأمريكية الصينية المتوترة، أكثر تصادمية، مع عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وأوضحت الصحيفة أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد تؤدي إلى تقلبات جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين؛ ما يهدد بتحويل العلاقة المتوترة بين القوتين الرئيسيتين في العالم إلى أكثر تصادمية.
وفي حين يستعد الرئيس المنتخب لتعميق التوترات التجارية وزيادة المواجهة مع بكين، أكبر منافس لواشنطن، يُمكن للصين أن تستفيد من التحالفات الأمريكية الأضعف، بحسب الصحيفة.
وقللت واشنطن الخلافات مع بكين، قبل فترة ولاية ترامب الأولى، إلى حد كبير في محاولة لإدخالها في النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة.
لكن بعد ثماني سنوات، اتفق الديمقراطيون والجمهوريون على موقف أكثر تشددا بكثير، وكان الكثير من ذلك نتيجة مباشرة لخطاب ترامب الصارم وتصرفاته ضد بكين.
كما حافظ الرئيس جو بايدن إلى حد كبير على سياسات ترامب تجاه الصين، على الرغم من أنه تحدث أيضًا عن إعطاء الأولوية للاستقرار في العلاقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصين كانت تُمثل أولوية في السياسة الخارجية لترامب خلال فترة رئاسته الأولى، وكانت حربه التجارية ضد بكين سمة مميزة خلال فترة وجوده في منصبه.
ولفتت الصحيفة أن وسائل الإعلام الحكومية الصينية صورت الولايات المتحدة باستمرار على أنها معتدية تجاه الصين، وهو تصوير من المرجح أن يزداد حدة في عهد ترامب.
وفي حين كانت النقطة المؤلمة بشكل خاص بالنسبة لبكين في السنوات الأخيرة هي الطريقة التي دفعت بها إدارة بايدن الشركاء في أوروبا وآسيا نحو موقف أكثر تصادمية مع بكين. ترى الصحيفة أن الصين تستفيد في حال أضعف ترامب تحالفات الولايات المتحدة مع دول شرق آسيا، تحديدًا اليابان والفلبين.
وأوضحت الصحيفة أن إشادة ترامب بشي، ودعواته إلى زيادة الرسوم الجمركية على الحلفاء وإنفاق المزيد على الدفاع، أدت إلى خلق حالة من عدم الارتياح في آسيا، حيث يعتمد العديد من جيران الصين، بما في ذلك كوريا الجنوبية واليابان والفلبين، بشكل كبير على دعم واشنطن.
وتوقعت أن يُثير فوز ترامب قلقًا خاصًا في تايوان التي تواجه تهديدًا عسكريًا متزايدًا من بكين، حيث كان الرئيس المنتخب أكثر انتقادا للديمقراطية في الجزيرة. ودعاها إلى دفع المزيد مقابل الدفاع عن نفسها.
كما اتهم ترامب تايوان الرائدة عالميًا في تصنيع أشباه الموصلات، بسرقة الوظائف الأمريكية، وسلط الضوء على قرب تايوان من البر الرئيسي الصيني، وبعدها عن الولايات المتحدة في المقابلات الأخيرة.
وعلى الرغم من وصف ترامب الصين، في بعض الأحيان، باعتبارها تهديدًا. وأثار فكرة فرض رسوم جمركية بنسبة 60% على جميع الواردات الصينية، إلا أنه أعرب في مناسبات أخرى عن إعجابه بقدرة الزعيم الصيني شي جين بينغ على ممارسة السلطة على دولة شاسعة.
بدوره، هنأ شي ترامب، رغم التوترات السابقة بينهما، بعد فوزه في الانتخابات عبر مكالمة هاتفية، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة الصينية الرسمية، اليوم الخميس. وأكد شي أن الصين والولايات المتحدة تستفيدان من التعاون وستخسران من المواجهة.
المصدر/ إرم نيوز - أ ب ف