أوضح المحامي عبد الحليم المجعشي، رئيس اللجنة التحضيرية لساحة الحقوق والحريات بمحافظة تعز، أنه لأول مرة في حياته يكتب ضمانة خطية لصديقه محمد عبد الرحمن الكدهي، مدير عام مديرية المظفر، بعد أن وعده الأخير بالإفراج عن والد طفلة مسجون خارج إطار القانون منذ أكثر من 50 يومًا في سجن مبنى مديرية أمن المظفر.
وعد لم يُنفذ وسجن خارج القانون
وفي منشور تلقاه المجعشي قبل قليل، شدد على ضرورة إطلاع الرأي العام على تفاصيل القضية، حيث أكد أن مدير عام المديرية وعده ليلة العيد بالإفراج عن السجين، إلا أنه لم يفِ بوعده، ولم يرد على أي اتصالات، مما ترك الأب يقضي أيام العيد في السجن، في حين عاشت طفلته الصغيرة حزينة، مضربة عن الطعام واللعب طوال أيام العيد.
"صيد نايا" في قلب تعز
ووصف المجعشي سجن أمن مديرية المظفر بأنه يشبه "صيد نايا"، حيث يتم سجن الأشخاص بناءً على أوامر هاتفية أو قرارات غير قانونية، دون أي اعتبار للعدالة أو سيادة القانون.
قضية مالية تتحول إلى اعتقال تعسفي
وكشف المجعشي أن السجين هو ضحية قضية مالية، حيث سبق له أن كتب سند دين لشخص مغترب، وبينهما حسابات مالية قائمة، فقام برفع دعوى محاسبة أمام محكمة غرب تعز بتاريخ 28/1/2025، وسُجلت الدعوى برقم 395 لسنة 1446هـ، لكن لم يحضر المدعى عليه للجلسات، مما أدى إلى تأجيل النظر فيها إلى ما بعد الإجازة القضائية.
لكن، وبسبب امتلاك المدعي أدلة تثبت أن السند المالي قد تم تسديده عبر حوالات سابقة، لجأ الطرف الآخر إلى التواطؤ مع أحد النافذين لاعتقاله وإجباره على دفع المبلغ بالكامل.
وعلى هذا الأساس، تم القبض عليه يوم 7 شعبان 1446هـ الموافق 7/2/2025 وإيداعه في سجن بير باشا "صيد نايا" تعز، دون أي حكم قضائي.
رفض تنفيذ الأوامر القضائية
ورغم صدور أوامر قضائية متكررة بنقل السجين إلى المحكمة، إلا أن مدير شرطة المظفر رفض تنفيذها، بل قام بتوجيه مذكرة برفض الأوامر إلى رئيس الهيئة الاستئنافية المناوبة، في تحدٍّ صارخ للسلطة القضائية.
واختتم المجعشي حديثه بتوجيه لوم شديد لصديقه مدير عام المظفر، محمد الكدهي، قائلاً: "الله المستعان على صديقي الكدهي، الذي أحزن هذه الطفلة وترك والدها يعاني في السجن دون وجه حق".
