آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-10:14م

اخبار وتقارير


الد كتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. الحوار الحقيقي

الد كتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. الحوار الحقيقي

الجمعة - 19 أبريل 2019 - 07:26 م بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن .. الكاتب الدكتور / محمد حميد غلاب الحسامي

 القراء الكرام..

 

إن أي حوار بين الأطراف المتصارعة في أي بلد,يكون قائما على أساس مصالح تلك الأطراف..., يعتبر حوارا منقوصا ومؤقتا حتى ولو أدى ذلك الحوار إلى تسوية بينها،فإن تلك التسوية تعتبر تسوية ناقصة ومؤقتة وحقلا ملغوما وملغما قابلا للإنفجار  في أية لحظة، ومرهونا بتغير وتغيير موازين القوى لصالح طرف من تلك الأطراف المتصارعة...على حساب الأخر..،  ساعتئذ ووقتئذ وحينئذ وعندئذ يتم الانقلاب على مخرجات تلك التسوية...من قبل الطرف الأقوى، ومن ثم تعود الأمور إلى المربع الأول وتبدأ عملية العنف والعنف المضاد مجددا بين تلك الأطراف...

......

القراء الكرام......

 

إن ذلك البلد لا يمكن له بأن يعرف الأمن والاستقرار ومن ثم الإزدهار مالم يرتقي ذلك الحوار وترتقي تلك التسوية إلى مصالحة وطنية حقيقية وشاملة,مصالحة تتصالح مع الوطن بأرضه وإنسانه, مصالحة تتصالح مع الماضي وتلبي متطلبات الحاضر وتعمل على تحقيق تطلعات المستقبل .

ولن تتم تلك المصالحة. .إلا إذا استوعب ووعى كل ساكني البلد الواحد, أفرادا وجماعات وفئات وطوائف ومذاهب ,وأحزاب. ..الخ,مثقفين كانوا أم غير مثقفين, وقبل ذلك والأهم منه تلك الأطراف المتصارعة، بأن مصيرهم واحد ومستقبلهم واحد في هذا البلد لا في سواه,وأنه مهما طال الصراع أمده فإنهم في الأول والأخير ضحاياه وأنه لا يمكن لأى طرف منهم بأن يلغي الآخر أو يقصيه, وأنهم كذلك في الأول والأخير لابد بأن يصلوا في النهاية إلى تسوية وطنية حقيقية يكون جوهرها وهدفها وغايتها "مصالحة وطنية حقيقية وشاملة. ."تضمن لهم وللأجيال القادمة من بعدهم الحياة جمعيا ومعا في أمن واستقرار طال الزمن أم قصر.

السؤال هو :لماذا لا نفعل ذلك الآن ,قبل أن تزداد الأمور سؤا ,مادام أن ذلك قادم لا محالة, شاء من شاء وأبى من أبى،طال الزمن أم قصر ؟!!

......

القراء الكرام......

إن أي حوار حقيقي بين الأطراف المتصارعة..لابد له بأن يكون حوارا وطنيا حقيقيا يؤدي ويفضي إلى تسوية وطنية حقيقية وشاملة تكون المصالحة الوطنية القائمة على أساس المصلحة الوطنية العليا للبلد جوهر ذلك والهدف منه والغاية المرومة الوصول إليها..ففي هذه الحالة فقط يستطيع ذلك البلد بأن يخرج من دوامة دائرة العنف والعنف المضاد بما تخلفه من آثار خطيرة ووخيمة ونتائج كارثية على البلد بأرضها وبإنسانها، عندئذ وساعتئذ ووقتئذ وحينئذ يضمن ذلك البلد الأمن والاستقرار والسكينة العامة ويضمن كذلك أيضا وهو الأهم عدم العودة إلى تلك الدائرة " دائرة العنف والعنف المضاد " مجددًا ..وبدون ذلك فإن ذلك البلد يكون عرضة للإصابة بداء العنف والعنف المضاد في أي وقت، وتكون تلك الأطراف المتصارعة..إحدى ضحاياه، مهما كانت مؤمنة ومتيقنة بأنها بعيدة عنه وبمنأى عنه...

بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق