آخر تحديث :الخميس-08 أغسطس 2024-01:02م

ضياع الآدمية في سلخانة المستشفيات !

السبت - 13 يوليه 2024 - الساعة 12:33 ص

سمية الفقيه
بقلم: سمية الفقيه
- ارشيف الكاتب


في مستشفياتنا ، سيان إن غبنا عنها أو عدنا ، نغيب ونعود ونلقاها كما هي ، بل أسوأ مما تركناها ، ولا يطرأ عليها أي متغير للأفضل بل على العكس للأسوأ للأسف، مجرد سلخانات يُذبح فيها المرضى مع سبق الاصرار والترصد والتوحش، وانعدام الضمير الطبي والمهني والإنساني .

تعامُل مستشفياتنا وأطباءنا وممرضينا معنا يوصل لنا إيحاء أننا نرتكب ذنبًا كبيرًا حين نمرض عند هؤلاء القساة الغلاظ ، و كأننا نرتكب إثمًا حين نمر بوعكة صحية عند من لا ضمير في جوفهم ، أو كأننا نرتكب موبقات الدنيا حين تترنح عافيتنا قليلًا عند من ضاعت إنسانيتهم وآلت للسقوط منذ زمن طويل.

مازالت المستشفيات تعاني موتًا مطبقًا لضمائر من يعملون فيها سواءً أطباء أو ممرضين أو حتى إداريين ، إلا من رحم ربي.
لن اتطرق هنا للسلبيات الكثيرة التي تحدث في مجال الطب، وما أكثرها وأبشعها، لأنها تحتاج لمجلدات كثيرة لتفنيدها ، وقد تحدث عنها الكثير إنما لا استحابة من جهات الاختصاص وكأننا نتحدث مع صم بكم لا يفقهون ولا يقرأون ولا يسمعون ، لكني سأتحدث عن جزئية واحدة لمستها ويتعايش معها الكثير من المرضي الذين لا حول لهم ولا قوة إلا الصبر العظيم على ما ابتلاهم الله في واقعنا المرير هذا. سأتطرق لجانب المعاملة التي تحولت لتوحش مفرط عند من يعملون في الطب الذين صاروا غلاظًا حدادًا شدادًا يجلدون المريض بسوء تعاملهم قبل ان يسخلوا جيبه ، يلهثون فقط بعد المادة بسعار مخيف ، ليظل المريض يركض بعد عافيته التي لا يجدها ويظل مرضهم وأنينهم "سيد الموقف".

فما إن تلج قدماك باب مستشفى إلا وتنقبض روحك بسبب الاستهتار بمعاناة المريض واحتقار له ومعاملة سيئة من أناس كأنهم يعملون في سلخانة ولبس في مجال الطب يُفترض أن يكون إنسانيًا قبل كل شيء .

قبل الحرب، صحيح أن الإهمال والمادة كانا يطغيان على تعاملات المستشفيات مع المرضى، إنما على الأقل كان هناك بعضًا من تعامُل إنساني،نوعا ما، تشعر معه أنك إنسان، إما الآن ومع سعار الحرب صار التوحش والغلظة والقسوة هو ما يطغى على المستشفيات وكأننا لسنا بشر عندهم ، وانعدمت الآدمية من المستشفيات، وأضافوا عبئا ثقيلًا على المرضى المساكين بجانب معاناتهم من مرضهم الذي فقدوا به عافيتهم وأموالهم وفقدوا انسانيتهم عند من لا انسانية ولا رحمة عندهم . فضاعت الإنسانية في أروقة سلخانة المستشفيات.