آخر تحديث :الخميس-08 أغسطس 2024-01:02م

قد يستمر الحوار لعقود من الضياع والدمار

السبت - 13 يوليه 2024 - الساعة 12:34 ص

مطيع سعيد المخلافي
بقلم: مطيع سعيد المخلافي
- ارشيف الكاتب


قبل ما يقارب سبع سنوات بدأ الفرقاء اليمنيين أول مشاوير عملية السلام، وتوالت بعد ذلك جولات المفاوضات والمشاورات المستمرة في التعثر حتى يومنا هذا.

والمشكلة أن عملية السلام لم تحقق خلال هذه الفترة الطويلة من الحوار أي نجاحات، ولم تحرز أي تقدم يُذكر في أي ملف من ملفات المفاوضات..
فإذا استمر الحوار على هذا الشكل العبثي وبنفس هذه الطريقة المزاجية والبطيئة والمريحة، فيا ترى كم سنحتاج من الوقت للوصول إلى نهاية عملية السلام، والتوقيع على اتفاق نهائي يحل كل المسائل الشائكة والقضايا المعقدة، وينهي كل المشاكل والاختلافات؟!

فلو حسبناها بطريقة القياس، وقمنا بقياس ما تم إنجازه خلال الفترة السابقة في مختلف جولات ولقاءات المفاوضات والمباحثات والمشاورات، فإننا وبالتاكيد سنحتاج إلى فترة طويلة قد تصل إلى عشرات السنوات كي نتمكن من الوصول ألى تسوية شاملة تنهي الحرب، وما نتج عنها من مشاكل وخلافات..

فقد عجزت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول الراعية لعملية السلام وأطراف الصراع والحوار، عن حل وإنهاء خلافات ملفي الأسرى وفتح المنافذ والطرقات في سبع سنوات، وهما أبسط وأسهل الملفات، فما بالكم بالملفات الرئيسة التى تمثل صلب الخلاف كتوحيد العملة الوطنية، وإنهاء الانقسام المصرفي، واستئناف تصدير النفط وصرف المرتبات وفتح الموانئ والمطارات، وتشكيل حكومة موحدة، وتوحيد الجيش والأمن، ودمج الوزارات والمحافظات والمؤسسات، وتحديد مرحلة انتقالية والدخول في انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية..فعلى ما يبدو أننا سنظل نتحاور من أجلها جيلاً بعد جيل، وهو ما يستوجب تدريب الأبناء والأحفاد على عملية الحوار والمشاورات كي يتمكنوا من مواصلة عملية السلام والمفاوضات ..

والخلاصة، أن الحوار بهذا الشكل المطاطي وبدون آلية ولا زمن محدد ليس سوي ذر للرماد في العيون، وإطالة لزمن الصراع والمعاناة، واستهلاك لحياة وأعمار اليمنيين، ومضيعة للوقت من قبل أطراف داخلية مسلوبة الإرادة وحق اتخاذ القرار، وأطراف خارجية إقليمية ودولية وأممية لا هدف لها سوى تحقيق مخططاتها، وتنفيذ مشاريعها التخريبة على حساب اليمن وحياة اليمنيين.